-
11:14
-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
تابعونا على فيسبوك
ما الفرق بين النعمة والنقمة؟
النعمة والنقمة من المفاهيم المركزية في الوعي الديني واللغوي العربي، لما تحمله من دلالات عميقة تتصل بالخير والشر، والرضا والإبتلاء، وشكر الإنسان أو جحوده. وبرغم تضادّ المعنى بين الكلمتين، فإن العلاقة بينهما وثيقة، لأنها ترتبط بشكل مباشر بموقف الإنسان وسلوكه تجاه ما يطرأ على حياته من أحداث.
الفرق من منظور ديني
في التصور الإسلامي، لا تُقرأ النعمة والنقمة فقط كمظاهر مادية أو ظروف حياتية، بل كمحطات اختبار وابتلاء:
النعمة: تُعدّ هبة ومنحة من الله، وتستلزم شكرها وحسن استعمالها، لأن الشكر سبب لدوامها وزيادتها. وقد يُبتلى الإنسان بالنعمة كما يُبتلى بالشدّة؛ فالثبات على الشكر أصعب من الثبات على الصبر أحيانا.
النقمة: قد تأتي على صورة بلاء أو شدة تُذكّر الإنسان بالرجوع إلى الله، أو عقاب نتيجة ظلم أو انحراف. غير أنها في كثير من الأحيان تحمل في طيّاتها حكمة، وقد تكون سبباً في تهذيب النفس أو تصحيح المسار أو رفع الدرجة.
ومن منظور شرعي، الفرق الحقيقي ليس في ظاهر الحدث بل في أثره على القلب: فالنعمة قد تتحول إلى نقمة إذا قادت إلى الغفلة، والنقمة قد تتحول إلى نعمة إذا قادت إلى الصبر والتقرب إلى الله.
البعد الإنساني والنفسي
من زاوية إنسانية، يصنع الإنسان الفرق بين النعمة والنقمة عبر طريقة نظره للأمور:
الإنسان الإيجابي يرى في العطاء فرصة، وفي المنع درساً.
بينما قد يعتبر آخر أن النعم عبئاً، وأن الشدائد نهاية الطريق.
فما يُعدّ نعمة عند شخص (مثل مسؤولية أو فرصة عمل أو ثقة)، قد يراه شخص آخر نقمة، والعكس صحيح. لذلك، يرتبط المعنى كثيراً بحالة الإنسان النفسية ونظرته للحياة.
التحول بين النعمة والنقمة
العلاقة بينهما ليست ثابتة، بل يمكن أن تنقلب:
قد تتحول النعمة إلى نقمة إذا أسيء استخدامها أو إذا غابت الحكمة في إدارتها.
وقد تتحول النقمة إلى نعمة إذا صبر الإنسان عليها، واستفاد من دروسها، وخرج منها أقوى وأكثر وعيًا.
وهذا التحول يعكس عمق التفاعل بين الإنسان وقدره، ويُظهر أن قيمة الأحداث ليست في طبيعتها بل في تعامل الإنسان معها.