-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
هل الرّزق قدر أم اختيار؟
منذ القدم، شغل موضوع الرّزق أذهان البشر، فتعددت حوله الآراء بين من يراه أمراً مُقدّراً لا يمكن تغييره، وبين من يعتبر أن السعي والإختيار يصنعان الفارق في حياة الإنسان. وللإجابة عن هذا السؤال، لا بد من النظر في أبعاده الدينية والفكرية والواقعية.
الرّزق في المفهوم الديني
تؤكد النصوص الشرعية في الإسلام أن الرزق مقدّر من الله عز وجل، كما في الحديث: "إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها"، وهذا يدل على أن مقدار ما يُكتب للإنسان من الرزق معلوم عند الله منذ ولادته. لكن هذا التقدير لا يعني أن الإنسان معفى من العمل والسعي، بل على العكس، جعل الله السعي سبباً لتحصيل الرزق، فقال: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه".
العلاقة بين القدر والسعي
الخلط الشائع بين القدر والكسل أوقع بعض الناس في الإعتقاد بأن الرزق سيأتيهم بلا جهد. والحقيقة أن القدر في الإسلام مرتبط بالأسباب؛ فالله قدّر الرزق وقدّر أيضاً أن يُنال بالسعي، تماماً كما قدّر الشفاء وقدّر أن يكون عبر العلاج. وهنا يلتقي القدر مع الإختيار، فالإنسان يختار طريقه، ويُخطّط لمستقبله، لكن النتائج النهائية تبقى في علم الله.
الرّزق ليس مالاً فقط
عندما يُذكر الرزق، يتبادر إلى الأذهان المال، لكن الرزق أوسع من ذلك بكثير؛ فهو يشمل الصحة، العلم، الأبناء، البركة في الوقت، وراحة البال. وقد يُعطى الإنسان مالاً بلا بركة فيه، أو يُحرم من مال كثير ويُعطى من الرضا والطمأنينة ما يغنيه.
دور العمل والأخلاق
السعي الشريف والرزق الحلال يرتبطان بالقيم والأخلاق. فحتى وإن كان الرزق مقدّراً، فإن نوعيته وكيفية الحصول عليه مسؤولية إنسانية وأخلاقية، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الوسائل المشروعة، فليس كل ما يُدر مالاً يعدّ رزقاً مباركاً.
التوازن المطلوب
الإيمان بأن الرزق بيد الله يمنح القلب الطمأنينة ويُخفّف من القلق، بينما الإيمان بدور السعي والعمل يمنح الإنسان الدافع والطاقة. والتوازن بينهما هو مفتاح النجاح؛ نسعى بكل ما أوتينا من قوة، ونسلّم في النهاية بما كتبه الله.