-
11:14
-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
تابعونا على فيسبوك
هل يجوز الدعاء على الظالم؟
يعتبر موضوع الدعاء على الظالم من المواضيع الدقيقة التي تجمع بين الجانب الشرعي والأخلاقي في حياة المسلم. فالظلم من الكبائر التي حذّر الإسلام منها، كما حثَّ القرآن الكريم والسنة النبوية على الصبر وعدم الإنتقام، مع السماح بالدعاء للعدل ونصرة المظلوم.
موقف الشرع من الدعاء على الظالم
الشريعة الإسلامية تُحرّم الظلم وتنهى عنه، وتبيّن أن المظلوم له حق في رفع دعائه إلى الله ليُنصره ويقضي له دينه، وقد جاء في القرآن الكريم: "وَمَن يَقْتَلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا" (النساء: 93). كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده". وهذا يوضح أن دعاء المظلوم على الظالم جائز ومستجاب بإذن الله، خصوصاً إذا كان الدعاء طلباً للعدل أو لإصلاح الظالم، وليس للدوافع الشخصية أو الإنتقامية البحتة.
شروط ومضامين الدعاء على الظالم
الدعاء على الظالم يجب أن يلتزم بضوابط شرعية وأخلاقية، منها:
النية الصادقة: أن يكون الهدف رفع الظلم وتحقيق العدالة، وليس الإنتقام الشخصي.
الإعتدال في الدعاء: لا يجوز الدعاء بالقتل أو الهلاك الباطل، بل الدعاء بالهداية أو الإنتقام العادل من الله.
الصبر والإمتثال لأمر الله: الدعاء لا يكون مبرراً لإساءة سلوكيات الإنسان أو ارتكاب المعاصي.
الجانب الأخلاقي والروحي
الإسلام يشجع على العفو عند المقدرة، ويعتبر الدعاء للظالم بالهداية أفضل من اللجوء إلى الحقد أو الإنتقام الشخصي. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يُرحم". فالدعاء هنا يصبح وسيلة لتحرير النفس من مشاعر الغضب والكراهية، وللتوكل على الله في قضاء الحق، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والمجتمعية.