الفرق بين العفو والمغفرة

العفو والمغفرة من الصفات الحميدة التي تُنسب إلى الله سبحانه وتعالى، كما يُطلب من الإنسان أن يتحلّى بهما في تعاملاته مع الآخرين. ورغم قرب المعنيين، إلا أن بينهما فرقاً دقيقاً في اللغة والمعنى.

المعنى الشرعي

المغفرة: تعني أن الله يستر الذنب ولا يُعاقب عليه، لكنه قد يبقى مسجَّلاً في صحيفة العبد، وقد يظهر في ميزان الأعمال يوم القيامة.

العفو: هو أعم وأكمل، إذ يعني أن الله لا يُعاقب العبد، ويمحو أثر الذنب من الصحف، فلا يُذكَر أصلاً يوم القيامة. قال الإمام ابن القيم: "العفو هو محو الذنب، والمغفرة ستره، وقد يجتمعان، فيُغفر الذنب ويُمحى أثره".

في القرآن الكريم

جاء كلا المصطلحين في القرآن، وغالباً ما يُذكر العفو مع المغفرة ليدلّ على التوسّع في الرحمة الإلهية:

قال تعالى: "وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا" (سورة البقرة: 286). وهذا يدلّ على أن العفو والمغفرة أمران مختلفان يُطلبان معاً، لأن كلّاً منهما يُضيف معنى خاصّاً.

التعامل بين الناس

العفو بين الناس: هو ترك العقوبة والنتقام ممن أساء، مع عدم إظهار الغضب أو الحقد.

المغفرة في العلاقات: تعني ستر الإساءة وعدم فضحها أو التحدّث بها، وقد يعفو الإنسان دون أن يغفر، أي يتنازل عن حقه لكنه يظل متأثراً داخلياً.

وعليه فإن العفو أشمل وأفضل، لأنه يتضمّن محو الذنب بلا مؤاخذة ولا ذِكر، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء بالعفو، حيث قال: "اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفُ عني".