-
11:14
-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
تابعونا على فيسبوك
كيفية تحقيق الإخلاص لله
يُعدّ الإخلاص لله تعالى جوهر العبادة ولبّ العمل الصالح، وهو المعيار الحقيقي الذي يزن به الله تعالى أعمال عباده، إذ لا يُقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، مصداقاً لقوله سبحانه: "وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء" (البينة: 5). فالإخلاص ليس مجرد نيةٍ تُقال باللسان، بل هو حالٌ يسكن القلب، يُطهّره من شوائب الرياء والسمعة، ويجعله متوجهاً إلى الله وحده دون سواه.
معنى الإخلاص وأهميته
الإخلاص هو تصفية النية من كل غرضٍ دنيوي، وجعل المقصد من كل قولٍ أو فعل هو وجه الله تعالى. فهو الذي يمنح العمل قيمته الروحية، ويحوّل الأعمال العادية إلى عباداتٍ مباركة، إذا قصد بها العبد رضا الله. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (متفق عليه). فنية صادقة ترفع عملاً بسيطاً ليكون عند الله عظيماً، بينما رياءٌ خفيّ قد يُسقط أعمالاً كثيرة من ميزان الحسنات.
وسائل تحقيق الإخلاص
تحقيق الإخلاص يحتاج إلى مجاهدةٍ دائمة للنفس، وتربيةٍ مستمرة للقلب. ومن أهم الوسائل المعينة على ذلك:
استحضار مراقبة الله: عندما يستشعر المؤمن أن الله مطّلع على سريرته، لا يراه أحد إلا هو، يزول خوفه من الناس ورجاؤه في مدحهم.
الإكثار من ذكر الله: الذكر الدائم ينعش القلب ويجدّد النية، ويذكّر العبد بسبب وجوده وغايته.
إخفاء العمل الصالح: فالعمل الخفيّ أقرب إلى الإخلاص، كما ورد أن من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة: "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه."
التفكر في الآخرة: حين يدرك المؤمن أن الجزاء الحقيقي هناك، لا يطلب ثناءً عاجلاً، بل يسعى لرضا الله وحده.
الدعاء بالثبات: كان من دعاء السلف: "اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئاً".
علامات الإخلاص
من دلائل صدق الإخلاص أن يكون العبد ثابتاً على الطاعة في السر والعلن، لا يتغير باختلاف الناس أو الظروف. كما أن المخلص لا يفرح بمدحٍ ولا يحزن بذمٍّ، لأن غايته رضا الله لا رضا الخلق.
ثمرات الإخلاص
الإخلاص يثمر الطمأنينة في القلب، والتوفيق في العمل، والقبول عند الله والناس. وهو سببٌ في نيل المعونة الإلهية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة".