مفهوم الوحي الإلهي

يُعدّ الوحي الإلهي من أرقى وأعمق المفاهيم في الفكر الديني، فهو الوسيلة التي بها يكشف الله عز وجل إرادته للإنسان، ويهدي البشرية إلى معرفة الحق والخير والصواب. وقد شكل الوحي قاعدة أساسية لبناء العقائد الدينية، ومصدراً للتشريعات والأحكام التي تُنظّم حياة الإنسان الفردية والإجتماعية.

تعريف الوحي

الوحي هو كل ما يُنزل الله على رسله من علم أو هدى بطرق تختلف عن طرق التعلم العادي، بحيث يتم إبلاغ الإنسان بما لم يكن ليعلمه بنفسه، سواء كان ذلك عن طريق الكلام المباشر، أو الرؤى، أو الإلهام القلبي.

خصائصه

الصدق المطلق: الوحي لا يأتي إلا من مصدر كامل المعرفة والقدرة، أي الله سبحانه وتعالى، لذلك فهو خالٍ من الخطأ والتحريف.

الهدف الإرشادي: يهدف الوحي إلى هداية البشر، وإرشادهم إلى الطريق القويم في جميع شؤون حياتهم.

الخصوصية النبوية: لا يُنزل الوحي إلا على الأنبياء والرسل المختارين، الذين يحملون مهمة تبليغ الرسالة إلى الناس.

وسائل الوحي

ينقسم الوحي في الشريعة الإسلامية إلى عدة صور، أبرزها:

الكلام المباشر: مثل ما نزل على النبي موسى عليه السلام في التوراة، أو ما نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم عن طريق جبريل عليه السلام.

الرؤى الصادقة: بعض الوحي يكون في صورة رؤى صحيحة، كما ورد في حياة بعض الأنبياء.

الإلهام القلبي: وهو الإلهام الذي يلقيه الله في قلب الأنبياء، دون وسائط محسوسة، لتوجيههم في قضايا معينة.

أهميته

للوحي دور محوري في حياة الإنسان، فهو:

مصدر المعرفة الدينية: يزود الإنسان بمعلومات تفوق حدود العقل البشري، خصوصًا في مسائل الغيب والآخرة.

مرشد أخلاقي وسلوكي: يرشد الإنسان إلى القيم والمبادئ التي تحفظ المجتمع وتحقق العدالة والخير.

أداة للتشريع: يقدم الوحي أحكامًا تشريعية تنظم العلاقات بين الأفراد والمجتمعات.