-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
تصنيف فرعي المغرب
تابعونا على فيسبوك
موقف الإسلام من الدنيا والآخرة
يمثل الإسلام ديناً متوازناً يوجه الإنسان نحو تحقيق مصالحه في الدنيا مع مراعاة استعداده للآخرة. فالدنيا في نظر الإسلام ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى للإنسان، وهو عبادة الله والسير على نهجه لتحقيق السعادة الحقيقية في الحياة الدنيا والآخرة معاً.
الدنيا في الإسلام
يعتبر الإسلام الدنيا دار اختبار وامتياز، وهي مرحلة قصيرة مقارنة بالآخرة. قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور". ويفهم من ذلك أن الدنيا مزينة بالمظاهر الزائلة، وأن الإنغماس فيها على حساب الآخرة هو غفلة تهدد مستقبل الإنسان الأبدي.
ورغم ذلك، يحثّ الإسلام على العمل والإجتهاد في هذه الحياة، وتحقيق الرزق الحلال، والإسهام في مصالح المجتمع، مع التأكيد على أن كل ذلك يجب أن يكون في إطار الشرع والإعتدال، بعيداً عن الطمع والجشع.
الآخرة في الإسلام
الآخرة هي الحياة الحقيقية والغاية الكبرى للإنسان، حيث الجزاء على الأعمال ومحاسبة الخلق على أفعالهم. ويؤكد الإسلام أن السعادة الحقيقية والطمأنينة الدائمة تكون بالإستعداد للآخرة، والإبتعاد عن ما يغضب الله، والإكثار من الطاعات، قال الله تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" (النحل: 97). وهذا يوضح أن الأعمال في الدنيا يجب أن تكون متوافقة مع القيم الأخلاقية والشرعية، لتكون سببًا في نيل رضا الله والفوز بالجنة.
التوازن بين الدنيا والآخرة
الإسلام لا يدعو إلى الزهد المطلق في الدنيا، كما لا يشجع على الإنغماس في ملذاتها، بل يحثّ على التوازن بين الحياة الدنيوية والاهتمام بالآخرة. فالإنسان مطلوب منه أن يسعى للرزق، ويحقق أهدافه، ويستمتع بالملذات المباحة، شرط أن لا يكون ذلك على حساب طاعته لله أو حقوق الآخرين. وقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، مشيراً بذلك إلى وجوب التعامل مع الدنيا بتوازن وعدم الإنغماس فيها.