حل ودّي من عائلة بصير بعد اعتراف إسبانيا بالصحراء المغربية

خلال ندوة علمية دولية نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام إحياء للذكرى الـ55 لانتفاضة سيدي "محمد بصير" بمدينة العيون، أعلن الشيخ "مولاي إسماعيل"، رئيس المؤسسة وشيخ الزاوية البصيرية، استعداد العائلة البصيرية لتسوية ودية لقضية اختفاء سيدي "محمد بصير"، داعياً إسبانيا إلى كشف مصيره وتحمل مسؤوليتها التاريخية، خاصة بعد اعترافها بمبادرة الحكم الذاتي المغربية.

وفي كلمته الإفتتاحية بالندوة التي نُظّمت تحت الرعاية الملكية السامية بعنوان: "عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية والإنسانية"، أبرز الشيخ "مولاي إسماعيل" الدور المحوري الذي لعبه أهل التصوف في نشر العلوم الشرعية والإنسانية، مشيراً إلى أن كبار المتصوفة كانوا علماء بارعين في القرآن والحديث والفقه، وجمعوا بين المعرفة الروحية والسلوك الأخلاقي. وأكد أن الزاوية البصيرية، منذ تأسيسها سنة 1912، كانت مركزًا للعلم والتربية الروحية، وخرجت عشرات الطلبة، من بينهم محمد بصير الذي تابع دراسته في جامع ابن يوسف بمراكش ثم بالأزهر الشريف.

كما شدّد الشيخ على أن التصوف المغربي يشكل أحد الثوابت الدينية والوطنية، ويُمثّل مشروعاً إصلاحياً متكاملاً يقوم على التزكية والتوازن بين الظاهر والباطن، والعقل والقلب. واعتبر أن الوقت قد حان لإنصاف المتصوفة والاعتراف بمساهماتهم في مختلف المجالات، ردًا على من يتهمهم بالجمود أو الجهل. وجدّد دعوته لإسبانيا من أجل الكشف عن مصير سيدي محمد بصير، المختفي منذ أحداث 1970، معبّراً عن أسفه لغياب أي اعتراف رسمي بمسؤولية الدولة الإسبانية عن اختفائه القسري.

وأوضح "مولاي إسماعيل"، أن العائلة البصيرية، ورغم الألم، ما تزال تؤمن بإمكانية حل هذا الملف عبر تسوية ودية، خاصة بعد الموقف الإسباني الجديد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. مؤكداً أن العائلة تأمل في أن يُدفن محمد بصير بجوار أهله في مقبرة الزاوية، وأن يُكرّم بما يليق برمزية نضاله، شأنه شأن رموز المقاومة المغربية.

واختتمت الندوة بتوصيات تؤكد على أهمية التصوف كرافد من روافد الإصلاح المجتمعي، وعلى ضرورة مواصلة دعم المبادرات العلمية والروحية التي تُسهم في تعزيز الوعي الديني والوطني.