ما المقصود بالجنة تحت أقدام الأمهات؟

عبارة "الجنة تحت أقدام الأمهات" من أشهر الأقوال التي وردت في التراث الإسلامي، وتحمل معنى عميقاً يجمع بين القيمة الروحية للوالدة والإعتراف بدورها المركزي في بناء الأسرة والمجتمع. فهي ليست مجرد عبارة مجازية، بل دعوة صريحة للإحترام والتقدير والطاعة للوالدة.

المعنى اللغوي والشرعي

من الناحية اللغوية، يُقصد بـ"الجنة تحت أقدام الأمهات" أن الطاعة والإحسان إلى الأمّ تمثل سببا رئيسياً لنيل رضا الله والجنة. فالأم بوصفها حامل الطفل وراعية نموه وتربيته تتحمل أعباء جسدية ونفسية كبيرة، وحقها على الأبناء كبير وممتد مدى الحياة.

الفقهاء يشيرون إلى أن البرّ بالوالدة والصبر على مزاجها وأوامرها المعقولة يعدّ من أسباب القرب من الله، ويعكس امتثال الإنسان لأوامر الله في العبادات والمعاملات.

البعد الروحي

العبارة تضع الأم في مرتبة مقدسة روحياً، حيث تُعتبر رمزاً للعطاء والتضحية غير المحدودة. كل فعل طيب يقوم به الإنسان تجاه والدته، سواء بالكلمة الطيبة أو بالمساعدة في حياتها اليومية، يُعدّ عبادة وقربة إلى الله. تتضح أهمية هذه القاعدة في الأحاديث النبوية: فقد جاء في حديث شريف أن "الجنة تَحت أقدام الأمهات"، أي أن برّ الأمّ وحقها على الأبناء مفتاح للثواب العظيم والجنة.

البعد الإجتماعي

على الصعيد الإجتماعي، تؤكد العبارة على أن الإحترام المتبادل والتقدير للوالدة يعزز الروابط الأسرية. فالتقدير لا يقتصر على الطاعة، بل يشمل رعاية الأم عند الشيخوخة، والإهتمام باحتياجاتها النفسية والمادية، ونشر قيم المحبة داخل الأسرة والمجتمع.