ما معنى "استوى على العرش"؟

تعد عبارة "استوى على العرش" من العبارات القرآنية التي وردت في عدة مواضع، منها قوله تعالى: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" (طه:5). هذه العبارة أثارت اهتمام العلماء المسلمين منذ القرون الأولى، فهي تتعلق بصفات الله عز وجل، وبخاصة صفة الإستواء، وهي من الصفات التي لا يشبه بها شيء من خلقه.

معنى الإستواء

الإستواء على العرش يُفهم على أنه تمكّن الله وقدرته الكاملة على كل شيء، وسلطته على الكون، دون أن يعني هذا أي مشابهة للمخلوقات أو محدودية مكانية.

موقف العلماء

قسم العلماء موقفهم من تفسير الإستواء إلى عدة اتجاهات:

أهل السنة والجماعة

يؤكدون على قبول النص كما جاء في القرآن بلا تحريف ولا تعطيل.

يقرون بأن الله استوى على العرش بما يليق بجلاله وعظمته، دون التشبيه بالمخلوقين أو التفكر في الكيفية.

أهل التأويل

حاول بعض العلماء تفسير الإستواء على العرش رمزياً، باعتباره إشارة إلى سلطان الله وقدرته على تدبير الكون. هذا الإتجاه شائع بين المعتزلة وبعض المتأخرين الذين يفضلون العقلانية والتفسير المجازي للنصوص.

أهل الحديث (الظواهرية)

يتمسكون بالنص ظاهرياً ويقولون: الاستواء صفة لله ثابتة، لا يشبه المخلوقات، ولا يجوز التشبيه.

معنى العرش

العرش في الإسلام يُفهم على أنه أعظم المخلوقات وأرفعها منزلة، وهو رمز قدرة الله وسيادته المطلقة على الكون.

القرآن يذكر أن العرش يحمل خلق الله جميعاً وأن الله يعلم ما في السماوات والأرض، مما يبرز عظمته وجلاله.