-
15:28
-
14:13
-
10:45
-
09:07
-
08:43
-
10:16
-
09:21
-
15:23
-
11:17
تابعونا على فيسبوك
مفهوم الروح في الإسلام
يُعدُّ موضوع الروح من أهم المسائل التي تناولها الفكر الإسلامي، فهو يرتبط بفهم الإنسان لنفسه، وهدفه في الحياة، وعلاقته بالخالق. فالروح، بحسب الإسلام، ليست مجرد قوة حياتية بيولوجية، بل كيان معنوي يمنح الإنسان صفاته الإنسانية ويجعله متميزاً عن باقي المخلوقات.
الروح في القرآن الكريم
ذكر القرآن الكريم الروح في العديد من المواضع، وأكد على أنها أمر غامض ومقدس لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى. ففي قوله تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً" (الإسراء: 85). يتضح أن فهم الروح البشرية محدود لدى البشر، فهي من أسرار الله، وقد أعطاها للإنسان لتكون محور وعيه وحياته الروحية.
الروح وخلق الإنسان
يؤكد الإسلام أن الروح هي العنصر الذي يميّز الإنسان عن سائر المخلوقات. فقد خلق الله الإنسان من طين ثم نفخ فيه من روحه ليصبح إنساناً حيًّا وواعياً. يقول الله تعالى: "وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي". هذا النفخ الإلهي يمنح الإنسان القدرة على التفكير، والإحساس، والتمييز بين الخير والشر، ويجعله قادراً على التواصل مع الله سبحانه وتعالى بالعبادة والدعاء والخشوع.
الروح والحياة الأخروية
الروح ليست مرتبطة فقط بالحياة الدنيوية، بل لها بعد أخروي عميق. فالموت في الإسلام هو مجرد فصل بين الحياة الجسدية والحياة الروحية، حيث تنتقل الروح إلى عالم البرزخ، وتظل مسؤولة عن أعمالها. ويؤكد القرآن أن مصير الروح بعد الموت مرتبط بعمل الإنسان في الدنيا: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"(الشمس: 7-8).
الروح والعبادة
تُعد الروح الوسيلة التي من خلالها يستطيع الإنسان إقامة علاقة مع الله، فكل عبادة حقيقية تحتاج إلى حضور الروح وإخلاص القلب. فالعبادات الشكلية دون روح تفتقر إلى القيمة الروحية والمعنوية، وهو ما يحذر منه القرآن الكريم.