-
16:17
-
14:56
-
13:30
-
09:15
-
15:26
-
13:52
-
10:18
-
09:10
-
15:08
تابعونا على فيسبوك
من هو المسلم الحق؟
يمثّل مفهوم المسلم الحق في الإسلام نموذجاً إنسانياً متوازناً يجمع بين الإيمان العميق والسلوك القويم، ويترجم تعاليم الدين إلى واقع عملي ينعكس على النفس والمجتمع. فالإنتماء إلى الإسلام لا يقتصر على النطق بالشهادتين فحسب، بل يشمل إلتزاماً منهجياً بالأخلاق والعبادات والمعاملات وفق ما أرشد إليه القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
المسلم الحق في عقيدته
يقوم أساس المسلم الحق على إيمان راسخ بالله تعالى، وتوحيده بلا شريك، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. هذا الإيمان ليس مجرد اعتقاد ذهني، بل يثمر طمأنينة في القلب وثقة بوعد الله، ويشكّل الأساس الذي تُبنى عليه كل التصرفات.
المسلم الحق في عبادته
العبادة في الإسلام شمولية، تشمل الصلاة والصيام والزكاة والحج، لكنها أيضاً تمتد إلى كل عمل صالح بنية خالصة. المسلم الحق:
- يؤدي عباداته في أوقاتها بخشوع.
- يحرص على زيادة القرب من الله من خلال الذكر والدعاء وقراءة القرآن.
- يوازن بين الجهد الروحي والاجتهاد في شؤون الحياة، دون إفراط أو تفريط.
المسلم الحق في أخلاقه
الأخلاق جوهر الإسلام، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الأخلاق بوصفها أثقل شيء في الميزان يوم القيامة.
من أبرز صفات المسلم الحق:
- الصدق في القول والعمل.
- الأمانة في المسؤوليات والمعاملات.
- العدل مع القريب والبعيد.
- الرحمة بالناس والرفق بهم.
- التواضع والإبتعاد عن الكبر.
- ضبط النفس واجتناب الظلم والبغضاء.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وهو تعريف يلخّص جوهر السلوك الإسلامي الحقيقي.
المسلم الحق في تعامله مع الآخرين
يؤمن المسلم الحق بأن العلاقات الإنسانية جزء من العبادة. لذلك فهو:
- يحسن إلى والديه وأسرته وجيرانه.
- يحترم اختلاف الآخرين ويتعامل معهم بالحكمة.
- يسعى للإصلاح بين الناس ويبتعد عن إشعال الفتن أو نشر الشائعات.
- يلتزم بالعدل حتى إن كان على حساب نفسه.
المسلم الحق ومسؤوليته في المجتمع
يرى الإسلام المسلم عنصراً فاعلاً في مجتمعه، يسهم في البناء ولا يكون عبئًا على الآخرين. ومن مظاهر ذلك:
- احترام القوانين والنظم العامة ما دامت لا تخالف الشرع.
- أداء العمل بإتقان وإخلاص.
- المشاركة في الخير ودعم المبادرات التي تخدم الصالح العام.
- حماية الضعفاء ونصرة المظلوم بما يستطيع.
المسلم الحق بين الدنيا والآخرة
يوازن المسلم الحق بين متطلبات الدنيا وواجبات الآخرة، فلا ينعزل عن الواقع، ولا ينساق خلف الشهوات. هو إنسان يسعى، ويجتهد، ويتعلم، ويعمل، ويعمّر الأرض، مستحضراً قوله تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا".