ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

أصل وفضل الحجر الأسود

الخميس 07 غشت 2025 - 09:17
أصل وفضل الحجر الأسود
Zoom

الحجر الأسود من أعظم شعائر الإسلام الرمزية، وهو حجر مبارك يقع في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة المشرفة، ويُعدّ تقبيله أو استلامه سنةً مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. على مرّ العصور، ظلّ هذا الحجر محلّ اهتمام المسلمين ومثار إعجابهم وتقديرهم، نظراً لما يحمله من قدسية وتاريخ طويل ضارب في عمق العقيدة الإسلامية.

أصل الحجر الأسود

يرجع أصل الحجر الأسود إلى الجنة، فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تعالى أنزله من السماء، وكان في أصله أبيض أشد بياضاً من اللبن، لكنّ خطايا بني آدم سودته. فقد روى الإمام الترمذي في "سننه" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نَزَلَ الحَجَرُ الأسوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وكانَ أشَدَّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ".

ويُعدّ هذا الحجر هو النقطة التي يبدأ منها الطواف بالكعبة وينتهي عندها، كما أن موضعه الحالي محفوظ بإطار من الفضة تم ترميمه أكثر من مرة على مرّ العصور الإسلامية.

وصفه وفضله

الحجر الأسود ليس حجراً واحداً متماسكاً، بل يتكون حالياً من عدة قطع صغيرة محاطة بإطار من الفضة، ويظهر منه الآن نحو ثمانية أجزاء صغيرة، يحيط بها الإطار الفضي الذي جُدّد مراراً لحفظها من التلف، ويبلغ قطره قرابة 30 سنتيمتراً.

من شعائر الله

قال تعالى:"ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ" (الحج: 32). والحجر الأسود من أعظم شعائر الله، وتعظيمه يدل على تعظيم ما عظّمه الله، وهو من علامات الإيمان والتقوى.

استلامه سنة نبوية

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبّل الحجر الأسود ويستلمه، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قبّله: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبّلك ما قبّلتك" (رواه البخاري ومسلم). 

يشهد يوم القيامة

من كرامة هذا الحجر أن الله تعالى يبعثه يوم القيامة وله عينان ولسان، يشهد لمن استلمه بحق. فقد جاء في الحديث: "يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِالحَجَرِ الأَسْوَدِ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِالحَقِّ". (رواه الطبراني وصحّحه الألباني).



إقــــرأ المزيد