ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

أين توجد الجنة والنار؟

الخميس 07 غشت 2025 - 08:34
أين توجد الجنة والنار؟
Zoom

يُعتبر السؤال عن مكان وجود الجنة والنار من أكثر الأسئلة التي شغلت أذهان الناس عبر العصور، وهو سؤال يتصل بالعقيدة والغيبيات التي أخبرنا بها الله تعالى في القرآن الكريم، وبيّنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية. ورغم أن هذه الأمور تدخل في نطاق الغيب، إلا أن النصوص الدينية قدّمت لنا إشارات يمكن من خلالها فهم هذا الموضوع بشكل أوضح.

الجنة

هي دار الثواب التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين والمتقين، وهي مكان الخلود والراحة والنعيم الأبدي، حيث لا تعب ولا حزن ولا ألم. وقد اختلف العلماء في تحديد موضع الجنة، لكن أغلبهم يرجّحون أنها فوق السماوات السبع، مستندين إلى قول الله تعالى: "عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ. عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ" (سورة النجم، الآيات 14-15).

كما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء السابعة ووجد هناك سدرة المنتهى، وفيها جنة المأوى. وهذا يُشير إلى أن الجنة موجودة في العالم العلوي، فوق السماوات.

والجنة موجودة الآن، وهذا ما دلّت عليه نصوص القرآن والسنة، ومنها: "أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (سورة آل عمران، الآية 133). والأحاديث التي تصف رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم للجنة في المعراج تدل على وجودها الحالي.

النار

النار، أو جهنم، هي دار العقاب التي أعدها الله للكافرين والمذنبين، وهي مكان العذاب الشديد، وتشتمل على أنواع متعددة من العقوبات. وردت عدة أقوال في مكان وجود النار، منها:  أنها في أسفل الأرض أو في باطنها، وهو ما رجحه بعض العلماء، مستندين إلى قوله تعالى: "كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ. نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ" (سورة المعارج، الآيات 15-16).

وبعض الأحاديث تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى النار في السماء الدنيا أثناء المعراج. لهذا، القول الفصل في مكان النار الحقيقي يبقى من الغيب الذي لا يمكن تحديده بدقة إلا بالنصوص القطعية.

والنار موجودة حالياً، كما دلّت على ذلك نصوص كثيرة، ومنها قول الله تعالى: "أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" (سورة البقرة، الآية 24). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت النار فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع" (رواه مسلم).

علم الغيب لله وحده

رغم أن النصوص تعطينا إشارات حول مكان الجنة والنار، إلا أن الأمر في حقيقته من علم الغيب الذي استأثر الله به، ولا يحق لأحد الجزم بمكان محدد دون دليل قطعي. والمؤمن يُسلِّم بما جاء به الوحي، ويوقن أن الجنة والنار مخلوقتان، موجودتان، وأنهما دارا الجزاء في الآخرة.



إقــــرأ المزيد