إضاءات حول محاسن الإسلام

الإسلام دين الرحمة، والعدل، والحكمة، وهو منهج متكامل ينظم حياة الإنسان في جوانبها كافة: الروحية، والأخلاقية، والإجتماعية، والإقتصادية، وقد جاء ليخرج الناس من ظلمات الجهل والظلم إلى نور الهداية والإستقامة. 

الرحمة أساس الرسالة

أبرز ما يُميّز الإسلام هو رسالته العالمية القائمة على الرحمة، قال الله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء: 107). فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للناس كافة، مؤمنهم وكافرهم، صغيرهم وكبيرهم. وتتجلى هذه الرحمة في معاملته لأعدائه، وفي وصاياه بالرفق بالحيوان، واللين في الدعوة، وحقوق الجار، واحترام الكبير، والعطف على الصغير.

العدالة والمساواة

الإسلام يؤكد على مبدأ العدل في جميع نواحي الحياة، ويأمر به في كل الظروف، حتى مع الخصوم، قال تعالى: "ولا يجر منكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى" (المائدة: 8). كما يساوي بين الناس في الكرامة الإنسانية: "ولقد كرّمنا بني آدم" (الإسراء: 70). فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.

تكريم الإنسان وحقوقه

الإسلام كرّم الإنسان من حيث هو إنسان، وجعل له حقوقاً راسخة، كحق الحياة، والحرية، وحق الكرامة، والعدل، والعمل، والتعليم. وحفظ هذه الحقوق بالضوابط التي تضمن عدم تجاوز حدود الآخرين.

الحرص على العلم والعقل

الإسلام يرفع من شأن العلم والعلماء، ويحثّ على استخدام العقل في فهم الكون والتفكر في آيات الله، كما يبدأ الوحي بأمر واضح: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" (العلق: 1). فالعلم في الإسلام عبادة، والمعرفة وسيلة لفهم الدين والحياة.

الموازنة بين الدنيا والآخرة

يحثّ الإسلام على العمل والإنتاج والسعي في الأرض، مع عدم الغفلة عن الجانب الروحي. فهو لا يدعو إلى الرهبنة أو الزهد المفرط، بل يأمر بالتوازن، وقد صرّح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لـ"عبد الله بن عمرو" وقد بلغه أنه يقوم الليل كله، ويصوم الدهر كله، ويختم القرآن في كل ليله فقال: "فلا تَفْعَلْ، قُمْ ونَمْ، وصُمْ وأَفْطِرْ، فإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا".