الإسلام بين جوهر الرسالة وتحدّيات العصر

الإسلام رسالة عالمية خالدة، جاءت لتُخرج الإنسان من ظلمات الجهل والظلم إلى نور الهداية والعدل، وتُرسي قيماً سامية قائمة على التوحيد والرحمة والكرامة الإنسانية. ومع أن جوهر الرسالة الإسلامية ثابت لا يتغير، إلا أن المسلمين يواجهون اليوم تحديات معقدة تفرضها تحولات العصر وتسارع الأحداث على مختلف المستويات الفكرية والثقافية والإجتماعية والسياسية.

جوهر الرسالة الإسلامية

- التوحيد: إفراد الله بالعبادة، مما يُحرّر الإنسان من عبودية البشر والأفكار.

- العدل: مبدأ أصيل يسري في المعاملات والأحكام والعلاقات.

- الرحمة: رسالة تشمل الإنسان والحيوان والبيئة، قال الله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

- كرامة الإنسان: يرتكز الإسلام على صون حرية الإنسان وحقوقه، مصداقاً لقوله عز وجل "ولقد كرّمنا بني آدم".

- العِلم والعَمل: حثّ على طلب العلم وإعمال العقل، وربط الإيمان بالعمل الصالح.

تحديات العصر

التّطرف وصورة الإسلام المُشوّهة

تصاعد الخطابات المُتطرّفة، سواء من جماعات العنف أو من حملات التشويه الإعلامي، أساء إلى صورة الإسلام عالمياً.

العولمة والذوبان الثقافي

تسارُع وتيرة العولمة يُهدّد الخصوصية الثقافية والقيم الدينية، ويخلق صراعاً بين الحفاظ على الهوية ومواكبة العصر.

التّحديات الفكرية والعلمية

تأخر بعض المجتمعات الإسلامية في مجالات العلوم والتكنولوجيا يفرض الحاجة إلى إعادة إحياء دور العقل والإجتهاد الذي كان سمة الحضارة الإسلامية في أوجها.

قضايا المرأة وحقوق الإنسان

استمرار بعض الممارسات الإجتماعية التي تُنسب ظلماً إلى الدين يتطلب مراجعة واعية لفهم النصوص بعيداً عن الأعراف المتوارثة.

الصراعات والحروب

ما تشهده العديد من الدول الإسلامية من حروب وصراعات داخلية يُضعف حضور الأمة في الساحة الدولية ويمسّ صورة الدين كرسالة سلام.

وبالتالي الإسلام ليس ديناً جامداً، بل رسالة قادرة على التجدد، فقد أتاح الإجتهاد وفتح باب التفكير في النّوازل والمستجدات، بما يُحقّق التّوازن بين ثوابت العقيدة ومتغيرات الحياة.