-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
الشِّرك الخَفي وأثره على الفرد والمجتمع
الشِّرك الخفي هو أحد أخطر الأمراض العقدية التي تُصيب القلوب دون أن يشعر بها الإنسان، إنه الخطر الصامت الذي يُهدّد العلاقة الصادقة بين العبد وربه، ويترك آثاراً عميقة في سلوك الأفراد وتماسك المجتمعات.
وقد عبّر عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء". (رواه الإمام أحمد). فالمُرائي يصلي، ويتصدق، ويصوم، ولكن هدفه ليس وجه الله، بل نظرة الناس وثناؤهم.
أثر الشِّرك الخفي على الفرد
- إفساد النية والعبادة: الشِّرك الخفي يُذهب الإخلاص، ويجعل العبادة خاوية من الروح، فيفقد العمل قيمته عند الله. قال تعالى: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً". (الكهف: 110).
- القلق النفسي وعدم الثبات: من يتتبع رضا الناس لا يهنأ براحة، لأن رضاهم غاية لا تُدرَك. فيعيش المتظاهر بالدين صراعاً داخلياً بين طمأنينة الإيمان ومطاردة الصورة الزائفة.
- ضياع الأجر: الأعمال التي لا يُبتغى بها وجه الله مردودة على صاحبها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، وابتُغي به وجهه". (رواه النسائي).
خطورته على المجتمع
- نشر النفاق الديني: حين ينتشر الشرك الخفي، يصبح التظاهر بالتقوى أسلوباً اجتماعياً مقبولاً، مما يؤدي إلى تفشي النفاق والتصنع في العلاقات، ويقلّ الإخلاص في المعاملات.
- زعزعة الثقة بين الأفراد: عندما تهيمن المظاهر، يضعف الإيمان الحقيقي، وتصبح العلاقات مبنية على الرياء لا على الصدق، مما يؤثر سلباً على التماسك الإجتماعي.
- ضعف القدوة الصالحة: الأجيال الصاعدة بحاجة إلى نماذج صادقة تحتذي بها، وعندما تكون القدوات مزيفة تسعى للشهرة أو المكانة، تفقد المجتمعات بوصلتها الأخلاقية.
كيف نواجه الشرك الخفي؟
- تعزيز الإخلاص: لا بد من تربية النفس على مراقبة الله لا الناس، واستحضار نية التقرب إليه في كل عمل.
- محاسبة النفس باستمرار.
- الإبتعاد عن مواطن الرياء: ومن ذلك اجتناب التفاخر بالأعمال الصالحة أو طلب المدح.
- الدعاء الصادق: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم". (رواه أحمد).