ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

الفرق بين القدر والإختيار

13:03
الفرق بين القدر والإختيار
Zoom

يُمثّل موضوع القدر والإختيار محور نقاش فلسفي وديني هام، إذ يسعى الإنسان لفهم العلاقة بين ما يقدره الله وما يختاره الفرد بنفسه في حياته اليومية. وبينما قد يبدوان متناقضين للوهلة الأولى، فإن الدين والفلسفة يقدمان تفسيرات دقيقة تجمع بينهما في إطار حكمة كونية.

مفهوم القدر

القدر هو ما كتبه الله للإنسان منذ الأزل، وهو يشمل كل ما يحدث في الكون من أمور عظيمة وصغرى، سواء كانت متعلقة بالأقدار الفردية أو الجماعية. وفق العقيدة الإسلامية، يُقسّم القدر إلى أربعة عناصر رئيسية:

العلم الإلهي: علم الله بكل ما كان وما يكون وما سيكون.

الكتابة الإلهية: ما كتبه الله على اللوح المحفوظ.

الإرادة الإلهية: ما يريده الله ويحدثه في الكون.

الخَلْق: قدرة الله على خلق الأشياء كما يشاء، بما في ذلك أفعال البشر.

القدر في هذا الإطار لا يعني حرمان الإنسان من الإرادة، بل يُنظر إليه كإطار شامل للأحداث، ضمنه تتحرك خيارات الفرد.

مفهوم الإختيار

- الإختيار هو قدرة الإنسان على اتخاذ القرارات في حياته اليومية، وتحمل تبعات أفعاله. يشمل الإختيار جميع تصرفات الفرد، من الأقوال إلى الأفعال، وهو أساس المسؤولية الأخلاقية والقانونية.

- الإنسان مُحاسب على اختياراته، سواء كانت صائبة أو خاطئة.

- الإختيار يعكس حرية الإرادة التي منحها الله للإنسان، والتي تمكنه من التعلم والنمو واكتساب الخبرات.

العلاقة بينهما

بينما قد يبدو أن القدر يُحدّد كل شيء مسبقاً، إلا أن الإسلام يوضح أن الإنسان يعيش تجربة الحياة بحرية الإختيار ضمن إطار القدر الإلهي. بعبارة أخرى:

القدر يُحدّد الإطار العام: مثل الظروف التي يولد فيها الإنسان، والقدرات التي يمتلكها، والأحداث الكبرى في الكون.

الإختيار يُحدّد المسار التفصيلي: وهو كيف يتصرف الإنسان ضمن هذه الظروف، ويختار الطريق الذي يسلكه في حياته.



إقــــرأ المزيد