-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
المجتمع الإسلامي بين الوحدة والإنقسام
شهد المجتمع الإسلامي، منذ بزوغ فجر الإسلام، محطات فارقة بين لحظات من الوحدة الراسخة وأخرى من الإنقسام المؤلم. وقد ظل هذا التذبذب سمة بارزة عبر التاريخ، يرتبط بالسياقات السياسية والإجتماعية والثقافية، ويطرح تساؤلات عميقة حول أسباب هذا التباين وإمكانات تجاوزه.
جذور الوحدة
انبثقت الوحدة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، حينما أقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم مجتمعاً متماسكاً قائماً على الإيمان المشترك والتكافل الإجتماعي والمواطنة الجامعة. ثم تعززت هذه الوحدة في عهد الخلفاء الراشدين، حيث كانت الخلافة تعبر عن وحدة العقيدة والقيادة، رغم ما شابها من بدايات الانقسام السياسي.
وتمكنت الحضارة الإسلامية لاحقاً من توحيد شعوب وأعراق شتى تحت مظلة واحدة، بفضل منظومة قيمية تقوم على العدل، والعلم، والتسامح، مما أسهم في ازدهار المجتمعات الإسلامية علميا واقتصاديا وثقافيا.
لحظات الإنقسام
رغم الإرث الوحدوي، لم يسلم المجتمع الإسلامي من الإنقسامات، التي بدأت مبكراً عقب الفتنة الكبرى، ثم تجلت في صراعات مذهبية، ونزاعات سياسية، وانقسامات قومية. وأدى الإستعمار لاحقاً إلى تمزيق العالم الإسلامي إلى كيانات قطرية، ما أضعف الروابط بين الشعوب الإسلامية.
وفي العصر الحديث، تعمّقت الخلافات بسبب تضارب المصالح بين الدول الإسلامية، والتدخلات الأجنبية، وغياب مشروع حضاري موحد. كما ساهمت بعض القراأت المتطرفة للإسلام في تأجيج الانقسام داخل المجتمعات، بدل أن تكون عاملاً للوحدة.
وبالتالي، فالوحدة الإسلامية ليست ضرورة دينية فحسب، بل مطلب حضاري واستراتيجي لمواجهة التحديات الكبرى، من فقر وتخلف، إلى استلاب ثقافي وتبعية اقتصادية. غير أن هذه الوحدة لا تعني الذوبان أو إنكار التعدد، بل تستند إلى قيم التعاون، والاحترام المتبادل، والعمل المشترك.