-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
بر الوالدين وفضله في الإسلام
يظل بِرُّ الوالدين واحداً من أسمى القيم الإنسانية والدينية التي لا يسقط بريقها ولا يتغير معناها، فقد جعله الإسلام من أعظم القربات، وقرنه في مواضع عدة من القرآن الكريم بعبادة الله، مما يدلّ على مكانته الرفيعة وأهميته البالغة في حياة الفرد والمجتمع، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً..." (الإسراء: 23). وقال عز وجل "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" (لقمان: 14)، حيث يجمع بين شكر الله وشكر الوالدين، مما يعكس مدى الإرتباط الروحي بين الإنسان وأصله وبيئته.
وجاءت السُّنة النبوية لتؤكد ما دعا إليه القرآن، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلتُ: ثم أيّ؟ قال: برُّ الوالدين، قلتُ: ثم أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله" (رواه البخاري ومسلم).
مظاهر بِرُّ الوالدين
لا يقتصر بِرُّ الوالدين على الإنفاق أو الرعاية المادية فقط، بل يشمل الكلمة الطيبة، والإبتسامة الصادقة، وخفض الصوت، والدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما. كما يشمل الإحسان إلى أصدقائهما، وتنفيذ وصاياهما المشروعة، وتجنب كل ما يسيء إليهما ولو بكلمة. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أنفُ رجلٍ أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة" (رواه مسلم).
فضله وثمراته
يحصد المسلم ثمار بِرُّ الوالدين في الدنيا قبل الآخرة، ومن أهم فضائله يعلو شأنه في الدنيا، ويطيب ذكره بين الناس؛ يبارك الله له في عمره ورزقه، ويرزقه التّوفيق في حياته؛ تكفّر سيّئاته، وتضاعف حسناته، وينال رضا ربّه، ويدخله الله الجنّة بإذنه، وينجيه من النار.
وبِرُّ الوالدين ليس مجرد إلتزام ديني فحسب، بل هو عنوان الوفاء والرحمة والإعتراف بالجميل. وفي زمن تكثر فيه القضايا النفسية والإجتماعية، يبقى هذا البِرُّ درعاً واقياً للفرد والمجتمع من التّفكّك والضّياع، ووسيلة لنيل رضا الله والفوز بجنته.