-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
حقيقة الموت في التصور الإسلامي
الموت في التّصور الإسلامي ليس نهاية الوجود، بل هو مرحلة انتقالية من دار الفناء إلى دار البقاء، هو فاصلٌ بين حياة دنيوية مؤقتة، وحياة أبدية تتحدد طبيعتها بناء على عمل الإنسان في الدنيا. فقد بيّن الإسلام حقيقة الموت، وهدفه، وما بعده، بنصوص واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يمنح الإنسان فهماً أعمق للحياة، ويغرس في قلبه الوعي والمسؤولية.
الموت سنّة كونية
يُعدّ الموت من السنن الإلهية الثابتة، التي لا يُستثنى منها أحد: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ" (آل عمران: 185). وقد خلق الله الموت كما خلق الحياة، لحكمة عظيمة: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (الملك: 2). وهذا يعني أن الموت جزء من خطة الإبتلاء الإلهي، الغاية منها اختبار الإنسان، لا تعذيبه أو إفناؤه عبثاً.
الموت ليس فناء بل انتقال
في الإسلام، الموت لا يعني الفناء أو العدم، بل هو انتقال من طورٍ إلى طور. بعد موت الجسد تبدأ حياة البرزخ، وهي حياةٌ خاصة بالروح، تختلف عن الحياة الدنيوية والحياة الآخرة. في البرزخ يُعرض الإنسان على جزء من مصيره: إما نعيم القبر إن كان من المؤمنين الصالحين، أو عذاب القبر إن كان من الكافرين أو الظالمين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "القبرُ إمّا روضةٌ من رياضِ الجنة، أو حفرةٌ من حفرِ النار" (رواه الترمذي).
أثر الإيمان بالموت على سلوك المسلم
الإيمان بحقيقة الموت يُعطي للحياة معنى، ويضبط سلوك الإنسان، فهو يدفعه إلى الإستعداد للآخرة بالعمل الصالح؛ الزهد في الدنيا وعدم التعلق المفرط بها؛ الرحمة بالناس، لأن المصير مشترك والكل سيرحل؛ السكينة عند المصائب، لأن الموت حق على كل حي، ولهذا، قال النبي صلى الله عليهم وسلم: "أكثروا من ذكر هادم اللذات: الموت". (رواه الترمذي).
إن التصور الإسلامي للموت يُحرّر الإنسان من الخوف المفرط، ويمنحه وعياً وجودياً يجعله يحيا حياة متزنة، يسعى فيها للخير ويستعد لما بعد الرحيل. فالموت ليس نهاية كل شيء، بل بداية لحياةٍ أخرى أكثر بقاء وخلوداً.