-
15:37
-
14:11
-
10:23
-
09:18
-
08:45
-
15:11
-
14:23
-
10:14
-
09:30
تابعونا على فيسبوك
حكم الإحتفال بالمولد النبوي
يُعدّ المولد النبوي الشريف من أبرز المناسبات الدينية التي أثارت جدلاً واسعاً بين العلماء والمفكرين عبر القرون، إذ انقسمت الآراء بين مؤيد يرى فيه فرصة لإحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعبير عن محبته، ومعارض يعتبره بدعة محدثة لم يعرفها السلف الصالح.
الأصل التاريخي للإحتفال بالمولد
لم يرد في المصادر الموثوقة أن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام احتفلوا بمولده على نحو ما نراه اليوم، وإنما بدأ هذا التقليد بعد القرون الأولى، خاصة في العصر الفاطمي، ثم انتشر في بلاد المسلمين بصور مختلفة تراوحت بين المجالس العلمية والإنشاد الديني والولائم.
الرأي الفقهي
الفريق المؤيد
يرى جمع من العلماء أن الإحتفال بالمولد جائز إذا خلا من المحرمات، معتبرين أن الإجتماع لذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتدارس شمائله، والتذكير بسنته، يدخل في عموم قوله تعالى: "وذكّرهم بأيام الله". وقد استدل هؤلاء بأن مظاهر المحبة المشروعة للنبي صلى الله عليه وسلم تتنوع، وما دام الإحتفال وسيلة للتقرب إلى الله عبر ذكر الرسول، فهو من الأعمال المستحبة، شريطة أن يلتزم بضوابط الشرع.
الفريق المعارض
في المقابل، ذهب علماء آخرون إلى أن المولد بدعة محدثة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون، مستندين إلى حديثه الشريف: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". ويرون أن الخير كل الخير في اتباع هديه والإقتداء بسنته في حياته وعباداته، وأن محبته الحقيقية إنما تتجلى في طاعته وامتثال أوامره، لا في إحداث طقوس جديدة لم تثبت في الشرع.
الموقف الوسطي
برز اتجاه وسطي يدعو إلى النظر في مضمون الإحتفال لا في صورته فقط؛ فإن كان مجلس علم وذكر وتربية روحية، فهو من القربات، أما إذا اختلط بالبدع أو المظاهر المخالفة للشريعة، فينبغي اجتنابه. وهذا الموقف يوازن بين محورية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين ضرورة الإلتزام بضوابط الشرع.