-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
لماذا خلق الله لكل إنسان قرين؟
من الأسئلة التي طالما راودت أذهان الكثيرين: لماذا جعل الله لكل إنسان قريناً؟ وما الحكمة من وجود هذا الكائن الذي يلازم الإنسان في حياته؟ وهل وجود القرين نعمة أم ابتلاء؟.
مفهوم القرين
القرين هو الكائن من الجن الذي وُكّل به الإنسان منذ ولادته، ليلازمه طوال حياته. وقد ورد ذكر القرين في قوله تعالى: "قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد". (سورة ق: الآية 27). وكذلك في الحديث الصحيح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه من الجن"، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير" (رواه مسلم).
الحكمة من خلق القرين
الإبتلاء والإختبار
وجود القرين هو جزء من الإبتلاء الذي خُلق الإنسان لأجله، فهو يوسوس ويزيّن المعصية، لكن الله منح الإنسان العقل والشرع والإرادة الحرة، ليُميّز ويختار. ومن هنا تتجلّى حكمة الإبتلاء: هل يستجيب الإنسان للوسوسة، أم يغلب هواه ويثبت على طريق الحق؟.
تمحيص الإيمان
القرين يمثل قوة معارضة داخلية، تدفع الإنسان للغفلة أو الإنحراف، ومواجهته تتطلب صبراً ومجاهدة، وكلما تغلّب المؤمن على وسوسته، قويت إرادته وزاد إيمانه، قال تعالى: "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" (سورة الأعراف: 201).
إظهار عدل الله
لو لم يكن هناك قرين يوسوس، لإدّعى البعض أن الطاعة كانت سهلة، وأن لا داعي للثواب، أو أن المعصية لم تكن نتيجة إغراء أو دفع داخلي. لكن بوجود القرين، يظهر عدل الله في الحساب:
من أطاع رغم الوسوسة: فاز بالأجر.
ومن عصى باختياره: استحق العقاب، "ولا تزر وازرة وزر أخرى" (الأنعام: 164).
تكامل نظام الثواب والعقاب
الله تعالى خلق الإنسان في بيئة متوازنة فيها ملائكة تحفّه وتعينه على الخير، وفيها قرين يوسوس ويزين الشر، ومن هذا التوازن، تنشأ مسؤولية الإنسان واختياره، ويكتمل ميزان الثواب والعقاب في الآخرة.
هل للإنسان من وسيلة ضد قرينه؟
نعم، الله لم يترك الإنسان فريسة للقرين دون سلاح بل منحه عدة وسائل:
الذكر والإستعاذة: قال تعالى: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم" (فصلت: 36).
قراءة القرآن: خاصة سورة البقرة وآية الكرسي، فهي تحرق الشياطين وتدفع وسوستهم.
اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: فالنبي قدوة في كيفية التغلب على القرين، كما قال: "إلا أن الله أعانني عليه فأسلم".
الصحبة الصالحة: البعد عن مواطن الفتنة.