-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
-
14:18
تابعونا على فيسبوك
ما الفرق بين العقيدة والشريعة؟
في الفكر الإسلامي، كثيراً ما يرد ذكر مصطلحي العقيدة والشريعة، وهما ركنان أساسيان لفهم الإسلام على نحو صحيح. ورغم ترابطهما الوثيق، إلا أن لكل منهما طبيعة ودور مميز.
مفهوم العقيدة
العقيدة هي ما يعتقده الإنسان في قلبه من مسائل الإيمان والإقرار بما جاء به الله ورسوله. وتشمل العقيدة أصول الدين مثل: الإيمان بالله ووحدانيته (التوحيد)؛ الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر.
العقيدة إذاً تتعلق بـ الاعتقاد الداخلي والقبول القلبي للأوامر الإلهية، وهي الأساس الذي يقوم عليه السلوك الديني، لأنها تحدد ما يؤمن به الإنسان وما يرفضه، وتشكل قاعدة ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
مفهوم الشريعة
أما الشريعة فهي مجموعة الأحكام والقوانين العملية التي نظمها الله لتنظيم حياة الإنسان الفردية والإجتماعية وتشمل:
العبادات: الصلاة، الصوم، الزكاة، الحج.
المعاملات: البيع والشراء، الزواج والطلاق، الحقوق المدنية.
الحدود والعقوبات: ما يفرضه الإسلام على المخالفين في بعض الجرائم.
الشريعة إذاً تتعلق بالسلوك العملي والتطبيق في الحياة اليومية، وتهدف إلى تحقيق العدالة، حفظ الحقوق، وتنظيم المجتمع بما يرضي الله.
الفرق الأساسي بين العقيدة والشريعة
الطبيعة: العقيدة قلبية وإيمانية، بينما الشريعة عملية وتشريعية.
الهدف: العقيدة تهدف إلى تثبيت الإيمان واليقين بالله، أما الشريعة فتهدف إلى تنظيم حياة الإنسان وفق أوامر الله.
الإلزام: العقيدة لا تتغير بالزمان أو المكان لأنها مسألة اعتقاد، بينما الشريعة قد تتكيف في بعض تفاصيل تطبيقاتها حسب الزمان والمكان مع مراعاة المبادئ الشرعية.
الأثر: العقيدة تصنع النية والقناعة الداخلية، بينما الشريعة تصنع السلوك الظاهر والأفعال العملية.
العلاقة بينهما
رغم الفرق بينهما، إلا أن العقيدة والشريعة متكاملتان: فالعقيدة الصحيحة هي التي تولد سلوكًا متوافقًا مع الشريعة، والشريعة هي الإطار العملي الذي يعكس صحة العقيدة. فغياب العقيدة قد يؤدي إلى ممارسة الشريعة بدون فهم أو اقتناع، وغياب الشريعة قد يؤدي إلى عقيدة نظرية بلا أثر عملي في الحياة.