ما المقصود بالجنة تحت أقدام الأمهات؟

تُعدّ عبارة "الجنة تحت أقدام الأمهات" من أشهر الأقوال المنقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تجسيد بليغ للمكانة السامية التي حظيت بها الأم في الإسلام، وللدور المحوري الذي تؤديه في بناء الإنسان والمجتمع، ومن ذلك قول الله تعالى: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً".

 المعنى والمغزى

المقصود بـ"الجنة تحت أقدام الأمهات" أن رضا الأم مفتاح من مفاتيح الجنة، وأن برّها والإحسان إليها طريق ممهّد للفوز برضى الله، ومن ثم دخول الجنة. فالأم لا تُكرَّم لمجرد عاطفتها، بل لتضحياتها التي تبدأ من لحظة الحمل مروراً بالولادة والتربية والسهر والرعاية، وصولاً إلى دعمها المستمر لأبنائها في كل مراحل حياتهم.

وقد أكدت النصوص الدينية أن برّ الوالدين عامة، وبرّ الأم خاصة، من أعظم القربات إلى الله، فعندما جاء رجل إلى النبي محمد صلى اله عليه وسلم يسأله: "يا رسول الله، من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟" قال: "أمك"، قال: "ثم من؟" قال: "أمك"، قال: "ثم من؟" قال: "أمك"، قال: "ثم من؟" قال: "أبوك" (رواه البخاري ومسلم).

وبذلك فهي تصورٌ رمزيّ يدل على أن أقصى مراتب الفضل والنعيم - وهي الجنة - لا تُنال إلا إذا انحنى الإنسان خضوعاً للبر والطاعة والرعاية لأمه، حتى لو تطلب الأمر التواضع الشديد. وهو ما يعكس عُمق العلاقة بين الأم وأبنائها، ويحثّ على الوفاء والاعتراف بالجميل. فكل من يرغب في السمو الروحي والفوز بالجنة، عليه أن يبدأ بخطوة واحدة: أن يرضي أمه ويبرّها، في حياتها وبعد وفاتها.