ما المقصود بعالم الغيب؟

يُطلَق مصطلح عالم الغيب في الفكر الإسلامي على كل ما استتر عن إدراك البشر وحواسّهم، مما لا سبيل إلى معرفته إلا عن طريق الله تعالى أو ما يخبر به أنبياءه. والغيب يشمل كل ما لا يقع تحت إدراك الإنسان بحواسه أو لا يبلغه بعلمه، سواء كان ذلك في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

أقسام الغيب

غيب مطلق: وهو الذي لا يعلمه أحد إلا الله عز وجل، فلا تدركه العقول ولا تكشفه التجارب أو الدراسات، مثل علم الساعة، وما تخفيه الصدور، وأقدار العباد، قال تعالى: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ" (الأنعام: 59).

غيب نسبي: وهو ما كان غائباً عن بعض الناس ومعلوماً لآخرين، مثل أخبار الماضي التي يعرفها المؤرخون، أو أسرار الطبيعة التي تُكشف بالدراسة والبحث، أو ما يُطلِع الله عليه بعض أنبيائه كما جاء في قصة يوسف أو عيسى عليهما السلام.

مكانة الإيمان بالغيب

يُعَدّ الإيمان بالغيب أساساً من أُسس العقيدة الإسلامية، إذ افتتح الله صفات المؤمنين في سورة البقرة بقوله: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ". فالإيمان بالغيب يعني التصديق بكل ما أخبر الله به في كتابه أو جاء في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم مما لا تدركه الحواس، مثل الإيمان بالملائكة والجنّ والبعث والجنة والنار.

أهمية فهم عالم الغيب

ترسيخ العقيدة: الإيمان بالغيب يعمّق الثقة بالله ويُرسّخ عقيدة التوحيد.

ضبط السلوك الإنساني: عندما يؤمن الإنسان بأن الله يراه ويعلم خفايا نفسه، يزداد إلتزامه بالخير ويبتعد عن الشر.

تحفيز العقل على البحث: معرفة أن هناك غيباً نسبياً يدفع العلماء لإكتشاف سُنن الكون وتوسيع المعرفة البشرية.