ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

ما حُكم الكلام في الدين بغير علم؟

الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 10:20
ما حُكم الكلام في الدين بغير علم؟
Zoom

يُعدّ الدِّين من أعظم ما يُتقرَّب به إلى الله تعالى، ولذلك فإنّ الحديث فيه يحتاج إلى علم راسخ وفهم دقيق، مبني على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، وقد حذّر الإسلام بشدة من الخوض في المسائل الدينية بغير علم، لما يترتب على ذلك من الفتن، وتشويه العقيدة، وتضليل الناس، بل وعدَّه من الكبائر.

خطورة الكلام في الدّين بغير علم

جعل الله القول عليه بغير علم في مرتبة عظيمة من الإثم، بل أشدّ من الشّرك، كما بيّن العلماء، لأن الشرك قد يُرتكب عن جهل، أما الكذب على الله فهو افتراء مباشر على الدّين، قال الله تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" (الإسراء: 36). وقال عزّ وجل: "قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" (الأعراف: 33).

وعن  النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" (رواه الترمذي وأبو داود). وفي حديث آخر: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جُهّالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا" (رواه البخاري ومسلم).

- الإضلال: من يتكلم في الدين دون علم قد يُضلّ الناس، ويحرّف مفاهيم الدين، ويشوّه صورة الإسلام.

- الجُرأة على الله: لأن المُتكلم في الدّين ينسب كلامه إلى الله ورسوله، فإن أخطأ فقد نسب الكذب إلى الشريعة.

- تفشّي الجهل: السكوت عن الجهل، مع وجود من يملأ الفراغ بغير علم، يؤدي إلى انتشار البدع والضلالات.

- تعطيل دور العلماء: إذا صار الناس يأخذون دينهم من غير أهله، ضعف دور أهل العلم، وفقدت المرجعية الشرعية مكانتها.

متى يجوز الكلام في الدين؟

لا يُقبل من أحد أن يتكلم في الدين إلا إذا كان عالماً مؤهلاً، متقناً لأصول العلم الشرعي؛ استند إلى دليل صحيح من الكتاب أو السنة؛ تحقّق من المسألة ولم يتكلّم من باب الظّن أو التقليد الأعمى.



إقــــرأ المزيد