-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
ما مدى نجاعة المقاربة الدينية المغربية ضد التطرف؟
يُعدّ المغرب نموذجاً إقليمياً ودولياً في تبني مقاربة دينية متوازنة وفعالة لمواجهة ظاهرة التطرف، وقد انطلقت هذه الإستراتيجية من قناعة بأن التصدي للأفكار المتطرفة لا يمكن أن يقتصر فقط على الحلول الأمنية، بل يستدعي أيضاً معالجة جذرية للفكر المُتشدّد عبر تعزيز خطاب ديني وسطي ومنفتح.
أُسس المقاربة الدينية
ترتكز المقاربة المغربية على عدة مرتكزات دينية وثقافية متجذرة في الهوية الوطنية، أبرزها:
- إمارة المؤمنين: باعتبارها مؤسسة دينية وروحية، تضمن توحيد المرجعية الدينية، وتحصين المجتمع من الانحرافات الفكرية والتأويلات المتشددة.
- المذهب المالكي: الذي يتسم بالإعتدال والمرونة، مما يعزز ثقافة التسامح والتعايش.
- العقيدة الأشعرية والتّصوف السُّني: كركيزتين لترسيخ قيم الروحانية والوسطية، بعيداً عن التطرف.
- تكوين الأئمة والمرشدين: من خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي لا يقتصر على المغاربة فقط، بل يستقطب طلبة من إفريقيا وأوروبا لتعزيز خطاب ديني معتدل.
آليات التطبيق
- إصلاح الحقل الديني: بإعادة هيكلة المساجد، مراقبة الخطاب الديني، وضبط الفتاوى.
- برامج التوعية: عبر الإعلام، والتعليم، ودروس الوعظ والإرشاد.
- التّعاون الدولي: من خلال تكوين أئمة دول إفريقية وأوروبية، ومشاركة التجربة المغربية في المحافل الدولية.
نتائج ملموسة
حقّقت هذه المقاربة نتائج إيجابية على عدة مستويات: تراجع انتشار الخطاب المتطرف داخل المجتمع؛ تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، بفضل التنسيق بين الجانب الأمني والروحي؛ تعزيز صورة المغرب كمصدر للسلام الديني والإستقرار في أفريقيا وأوروبا.
وبالتالي أثبتت المقاربة الدينية المغربية نجاعتها في مواجهة التطرف عبر الجمع بين الأصالة والحداثة، مع الحفاظ على توازن دقيق بين متطلبات الأمن الفكري واحترام الحريات الدينية.