مخاطر التفرقة بين المسلمين

التفرقة بين المسلمين من أخطر التحديات التي تُهدّد وحدة الأمة الإسلامية واستقرارها، فقد حذّر القرآن الكريم والسنة النبوية من الفرقة والنزاع، لما لذلك من آثار مدمّرة على الدين والدنيا معًا، يقول الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" (آل عمران: 103)، في دعوة صريحة إلى التمسك بوحدة الصف وتجاوز أسباب الإنقسام.

مخاطر التفرقة الدينية والفكرية

عندما تتحول الإختلافات المذهبية أو الإجتهادية إلى صراعات، يتسلل التعصب الأعمى إلى القلوب، فيضعف الحوار ويحل محله التكفير والتبديع. هذا الإنقسام يفتح الباب أمام الفتن التي تمزق جسد الأمة وتبعدها عن مقاصد الشريعة القائمة على العدل والتسامح والرحمة.

الأثر الإجتماعي والسياسي

تؤدي الفرقة إلى انهيار الروابط الإجتماعية وخلق بيئة يسهل فيها انتشار الكراهية والعنف، كما تشكّل فرصة للأعداء للتدخل واستغلال الخلافات لتحقيق مصالحهم، وهو ما شهدناه في التاريخ مراراً حيث سقطت دول ومجتمعات مسلمة نتيجة صراعات داخلية، لا بسبب قوة خصومها فقط، بل بسبب ضعف وحدتها الداخلية.

تعطيل نهضة الأمة

الأمة الممزقة تفقد قدرتها على البناء والتقدم، إذ تنشغل بالصراعات الهامشية بدل مواجهة التحديات الحقيقية مثل الفقر، والجهل، والتخلف العلمي. فالإنقسام يُعطّل المشاريع التنموية ويستهلك الطاقات البشرية والمادية في نزاعات عبثية.

حلول تعزيز الوحدة

- التمسك بالقرآن والسنة كمرجعية عليا تجمع ولا تفرق.

- تعميق ثقافة الحوار والإحترام المتبادل بين مختلف المذاهب والتيارات.

- نبذ خطابات الكراهية والتعصب من منابر الإعلام والتعليم والدين.

- التركيز على القواسم المشتركة التي توحد المسلمين أكثر مما تفرقهم.