ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

معنى أتدرون ما المُفلس؟

الخميس 11 شتنبر 2025 - 13:08
معنى أتدرون ما المُفلس؟
Zoom

يُعدّ حديث "أتدرون ما المفلس؟"، من الأحاديث النبوية العظيمة التي تبيّن جانباً مهماً من أخلاق المسلم ومسؤوليته تجاه الآخرين. وهو حديثٌ يصحّح مفهوم الإفلاس عند الناس، وينبه إلى خطورة التعدّي على حقوق الخلق.

شرح الحديث

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار".

التصحيح للمفهوم السائد: الصحابة رضي الله عنهم فهموا أن المفلس هو من فقد المال والمتاع في الدنيا، وهذا هو المتعارف عليه بين الناس.

المعنى الشرعي: النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن الإفلاس الحقيقي ليس الفقر المادي، بل أن يأتي العبد يوم القيامة بحسنات كثيرة لكنه قد ظلم الناس في حقوقهم وأعراضهم وأموالهم، فيُعطَون من حسناته حتى تنفد، ثم يُحمَّل سيئاتهم، فيخسر حسناته ويكتسب سيئات غيره. وهذا هو الإفلاس الأخروي الأخطر.

الدروس المستفادة من الحديث

حفظ حقوق الآخرين: لا يكفي أن يؤدي المسلم عباداته، بل يجب أن يحافظ على حقوق الناس ويتجنب ظلمهم.

الحقوق لا تسقط بالحسنات فقط: يوم القيامة تكون المقاصة بين الناس بالحسنات والسيئات، فلا يغني كثرة العمل الصالح مع التعدي على الخلق.

خطورة الأذى المعنوي: مثل الشتم والقذف والنيل من الأعراض، فهي تُعد من الكبائر ولها أثرها في إفلاس الإنسان يوم القيامة.

العدل الإلهي المطلق: الله تعالى يقتصّ للمظلوم من الظالم حتى ولو كان الظالم صاحب عبادة.



إقــــرأ المزيد