معنى اغتنم خمساً قبل خمس

يُعدّ حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عباس – رضي الله عنهما –: "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"، من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم التي جمعت أصول الوعي الزمني واستثمار النِّعَم قبل فوات الأوان.

شرح مفردات الحديث

شبابك قبل هرمك

الشباب مرحلة القوة والحيوية، وفيها الطاقة التي تمكِّن الإنسان من السعي والعمل والعبادة. حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على استغلال هذه المرحلة قبل أن يداهم الإنسان الهرم والضعف.

صحتك قبل سقمك

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرضى. وأيام العافية هي الفرصة المثالية لأداء الطاعات، وإنجاز الأعمال، وخدمة الناس، قبل أن تعوق الأمراض والإصابات الجسد عن كثير من الطاعات.
 
غناك قبل فقرك

الغنى هنا نسبي؛ فقد يكون المراد به القدرة على الكسب أو امتلاك ما يكفي من المال. دعا الحديث إلى استثمار المال في الصالحات قبل أن يطرأ الفقر أو ضيق ذات اليد.

فراغك قبل شغلك

الفراغ نعمة قلَّ من ينتبه إليها، وغالباً ما يُهدر في اللهو أو الكسل، حتى إذا جاء الإنشغال بالأعمال أو المسؤوليات تحسّر الإنسان على ما ضيّعه.

حياتك قبل موتك

هذه الخاتمة تجمع المعاني كلها؛ فالحياة هي الوعاء الذي يحوي كل النِّعم السابقة، وبعد الموت يُغلق باب العمل، ولا يبقى للإنسان إلا ما قدَّم.

الدروس والعِبر

الإحساس بقيمة الوقت: يوجّه الحديث المسلم لإغتنام الفرص وعدم تأجيل العمل الصالح.

التخطيط للمستقبل: دعوة لإستخدام النِّعم بحكمة قبل أن تزول.

المسؤولية عن النِّعم: فالإنسان مسؤول أمام الله عن شبابه وصحته وماله وعمره.

الحثّ على المبادرة: فالخير يُؤتى إليه قبل أن يُحرم المرء القدرة على فعله.

تطبيقات عملية لاغتنام الخمس

في الشباب: حفظ الجوارح، طلب العلم، ممارسة العبادات، بناء مهارات للمستقبل.

في الصحة: المحافظة على الجسد بالاعتدال في المأكل والمشرب، واستعمال العافية في الطاعة.

في الغنى: إخراج الزكاة، التصدق، مساعدة المحتاجين.

في الفراغ: استغلال أوقات الراحة في التعلم والقراءة وصلة الرحم.

في الحياة عموماً: الإستعداد للآخرة، والعمل لما بعد الموت.