مفهوم الإحسان في الإسلام

يُعدّ الإحسان من أعظم القيم التي جاء بها الإسلام، وهو مرتبة رفيعة من مراتب الدين، تتجاوز حدود العدل وتُجسِّد كمال الأخلاق وجمال التعامل مع الخالق والخلق. وقد ورد ذكر الإحسان في مواضع عديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يدل على مكانته وأهميته في بناء شخصية المسلم والمجتمع.

أنواع الإحسان

- الإحسان إلى الله: يتحقق بإخلاص العبادة، وإقامتها على الوجه الأكمل، ومراقبة الله في السر والعلَن، والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه عن وعي وتعظيم.

- الإحسان إلى الناس: وهو يشمل حسن المعاملة، والرحمة، والعدل، والمساعدة، وكف الأذى، والعفو عن الزلات، قال تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة: 83). كما ورد في الحديث: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" (رواه مسلم).

مكانته في الإسلام

الإحسان هو أسمى مراتب الدين بعد الإسلام والإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح: "فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه...". وهذا يُبيّن أن الإحسان هو الغاية التي يسعى إليها المؤمن الحقيقي، لأنها تجمع بين الإيمان والعمل الصالح، وبين العقيدة والسلوك.

ثمار الإحسان

من بركات الإحسان وآثاره في حياة المسلم: رضا الله ومحبته: قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة: 195)؛ راحة النفس وسعة الصدر؛ تآلف المجتمع وتماسكه؛ النجاة في الدنيا والآخرة: قال تعالى:"إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" (النحل: 128).