مفهوم الإحسان في الإسلام

يُعدّ الإحسان من أعلى مراتب الدين الإسلامي، وهو قيمة روحية وأخلاقية عظيمة تجمع بين صفاء النية، وصدق العمل، وحسن المعاملة مع الله ومع الناس. وقد ورد ذكر الإحسان في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مما يدل على أهميته ومكانته الرفيعة في الإسلام.

الإحسان

الإحسان هو إتقان الشيء وإجادته، وقد عرّفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشهير الذي رواه جبريل عليه السلام، حين قال: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". (رواه مسلم). فالإحسان في العبادة يعني حضور القلب، واستشعار مراقبة الله، والإخلاص الكامل في الطاعة.

أنواعه

الإحسان مع الله تعالى

وهو أساس العقيدة، ويعني إتقان العبادة، والتقرب إلى الله بالإخلاص، والتوكل، والخشوع، وتجنب الرياء. فالمُحسن في علاقته بربه يُصلي ويصوم ويتصدق، لا طلباً لمدح الناس، بل طمعاً في رضا الله وثوابه.

الإحسان إلى الناس

وهو سلوك اجتماعي راقٍ، يتجلى في الرحمة، والعدل، والعطاء، والتسامح، والعفو، والرفق بالضعفاء. وقد حثّ الإسلام على معاملة الناس بإحسان، فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ" (سورة النحل: 90). ويشمل هذا الإحسان إلى الوالدين، والجيران، والأيتام، والمحتاجين، وحتى إلى الحيوانات والبيئة.

ثمراته

محبة الله: فقد قال تعالى: "وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة آل عمران: 134).

الطمأنينة النفسية: فالمُحسن يعيش مرتاح الضمير، راضياً عن نفسه، مطمئناً في علاقته مع ربه والناس.

علو المنزلة عند الله: حيث أن الإحسان هو قمة مراتب الدين بعد الإسلام والإيمان، وأصحابه هم أهل القرب والفضل.

ويمكن القول أن الإحسان ليس مجرد خُلقٍ مستحب، بل هو جوهر الرسالة الإسلامية، ووسيلة لإصلاح النفس والمجتمع، وهو دعوة للإرتقاء من ظاهر العبادة إلى باطنها، ومن العدل إلى الرحمة، ومن المعاملة بالمثل إلى المعاملة بما هو أفضل. فكلما ترسّخ الإحسان في قلب المؤمن، كان أقرب إلى الله، وأنفع للناس، وأجمل في سلوكه وأثره.