-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
-
14:18
تابعونا على فيسبوك
مفهوم الشفاعة في الإسلام
الشفاعة من المفاهيم العقدية المركزية في الإسلام، إذ ارتبطت باليوم الآخر وبمظهرٍ من مظاهر رحمة الله وعدله. وقد تناولها القرآن الكريم والسنّة النبوية بالشرح والتفصيل، مما يجعل فهمها فهماً صحيحاً ضرورة لتحقيق التوازن بين الرجاء والخوف، وبين مسؤولية العمل الفردي ورجاء رحمة الله.
تعريف الشفاعة
الشفاعة هي طلب الخير للغير، أو دفع الضرر عنه يوم القيامة، على وجه الإكرام للشافع ورفع الدرجة للمشفوع له، وذلك بإذن الله تعالى. فالشفاعة ليست تدخّلاً مستقلاً من الشافع، بل هي تكريم إلهي يجريه الله لمن أذن له، وفي من رضي عنه.
الشفاعة في القرآن الكريم
وردت الشفاعة في القرآن على أنحاء متعددة، تجمع بين الإثبات والنفي، مما يؤكد ضرورة ضبطها بضوابط الوحي. ومن أبرز الآيات:
نفي الشفاعة المطلقة المستقلة: "مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ" (البقرة: 255).
إثبات الشفاعة المقيدة: "وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى" (الأنبياء: 28).
من خلال النصوص القرآنية يظهر بوضوح أن الشفاعة حقّ إلهي خالص لا تنال إلا بإذنه، ولا تكون إلا لأهل الإيمان
أنواع الشفاعة الثابتة في السنة
أثبتت السنّة النبوية عدة شفاعات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها:
الشفاعة العظمى (المقام المحمود)
وهي أرفع مراتب الشفاعة، حين يشفع النبي صلى الله عليه وسلم للبشر جميعاً لبدء الحساب يوم القيامة، بعد أن يعتذر الأنبياء الآخرون عنها. وهي شفاعة خاصة بالنبي الكريم.
الشفاعة لأهل الكبائر من أمته
تشفع السنّة بوضوح للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من الصالحين في أهل التوحيد ممّن دخلوا النار بسبب معاصيهم، فيُخرجهم الله برحمته وشفاعة شافعين.
الشفاعة لأهل الجنة ليرفعوا درجاتهم
وهي شفاعة لزيادة النعيم والثواب، وليست لرفع العقوبة.
شفاعة القرآن والصيام وغيرهما
وردت أحاديث صحيحة تُثبت شفاعة أصناف من الأعمال الصالحة، كالصيام والقرآن.
شروط الشفاعة
جعل الإسلام للشفاعة شروطاً دقيقة، أهمها:
إذن الله للشافع: فلا يشفع أحد إلا بإذنه تعالى.
رضا الله عن المشفوع له: قال سبحانه: "إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى".
أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد: ولا شفاعة للكافرين الجاحدين.
تحقيق العبودية لله: فكلما كان العبد أعظم توحيداً وإيماناً، كان أحقّ بالشفاعة.
الحكمة من الشفاعة
للشفاعة في الإسلام مقاصد جليلة، منها:
- إظهار كرم الله ورحمته بعباده المؤمنين.
- إبراز مقام النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته يوم القيامة.
- تأكيد مبدأ التوحيد، لأن الشفاعة كلها بيد الله.
- تقوية الأمل في رحمة الله دون الاتكال على الشفاعة وترك العمل.
فالشفاعة ليست رخصة للتمادي في الذنوب، بل بشارة للمؤمنين العاملين، وتحفيز لهم لسلوك طريق الطاعات.
أثر الإيمان بالشفاعة على المسلم
الإيمان الصحيح بالشفاعة يحدث توازناً نفسياً وروحياً:
- فهو يزرع الرجاء في رحمة الله.
- يجعل المسلم حريصاً على الطاعة ليكون من أهل الرضا الإلهي.
- يُنقذ الإنسان من اليأس والقنوط.
- في الوقت نفسه، يحذّره من الإتكال والغرور.