من هم الشفعاء يوم القيامة؟

يوم القيامة هو اليوم العظيم الذي يقف فيه الخلق بين يدي الله تعالى للحساب والجزاء، وفي ذلك الموقف العصيب تتجلى رحمة الله عز وجل بعباده من خلال ما يُعرف بـ"الشفاعة"، وهي طلب الخير للغير وجلب النفع أو دفع الضرر عنه، ويكون الشفعاء بإذن الله تعالى وبمنه، فلا أحد يشفع إلا إذا أذن الله ورضي عن المشفوع له، قال تعالى: "مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ" (البقرة: 255).

أنواع الشفاعة يوم القيامة

الشفاعة العظمى

وهي أعظم مراتب الشفاعة، وتكون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين يشفع للبشرية جمعاء في بدء الحساب بعد أن يشتد الكرب بالخلق ويطول وقوفهم، فيطلبون من الأنبياء أن يشفعوا لهم عند الله ليفصل بينهم، فيعتذر الجميع إلا النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "أنا لها"، فيسجد تحت العرش ويفتح الله عليه بمحامد، فيقال له: "يا محمد، ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع".

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته

- شفاعته لأهل الكبائر من أمته الذين استحقوا النار أن لا يدخلوا إليها.

- شفاعته لمن دخل النار من أهل التوحيد أن يُخرجوا منها.

الملائكة: كما قال تعالى: "وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى" (النجم: 26).

الأنبياء: يشفعون لأممهم.

الشهداء: يشفعون لأقاربهم وأحبتهم.

الصالحون: يشفعون بإذن الله لمن أذن لهم فيه.

شفاعة القرآن والصيام 

فقد ورد في الحديث أن القرآن يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، وكذلك الصيام، فيقول الصوم: "رب، منعته الطعام والشهوة بالنهار فشفعني فيه"، ويقول القرآن: "منعته النوم بالليل فشفعني فيه"، فيُشفعان.

شروط الشفاعة

ليست الشفاعة مطلقة، بل جعل الله لها شروطاً، أهمها:

- إذن الله للشافع أن يشفع.

- رضى الله عن المشفوع له بأن يكون من أهل التوحيد، فلا تنفع الشفاعة الكافرين، كما قال تعالى: "فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ" (المدثر: 48).