-
15:13
-
14:27
-
11:18
-
09:10
-
08:36
-
11:14
-
10:28
-
09:02
-
14:28
تابعونا على فيسبوك
من هم المُطفّفين؟
المُطفّفون مصطلح قرآني يحمل في طياته تحذيراً أخلاقياً واجتماعياً، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة المُطفّفين، حيث يقول الله تعالى: "وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ" (المطففين: 1). تُشير هذه الآية إلى فئة من الناس تتعامل بالغش في أوزانهم ومكاييلهم، أي ينقصون حقوق الآخرين في التجارة والتعاملات المالية. فهم ليسوا مجرد مخادعين اقتصادياً، بل يُمثلون تهديداً للقيم الإجتماعية والعدالة.
تعريف المُطفّفين
المُطفّف هو من يُنقص في الحقوق ويخدع في المقاييس والموازين، سواء كان ذلك في التجارة أو في أي تعامل مالي. يشمل ذلك البائع الذي يقلل من وزن السلعة أو يزيد من سعرها دون وجه حق، والمُشتري الذي يحاول استغلال ظروف الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية، لكن المعنى يتسع ليشمل كل من يظلم الآخرين بطرق غير مباشرة، إذ يمتد مفهوم "التطفيف" إلى كل أنواع الغش في الحقوق والواجبات.
الأبعاد الأخلاقية والدينية
يُعدّ التطفيف من الكبائر الأخلاقية لأنه يُقوّض الثقة بين الناس ويُهدّد العدالة الإجتماعية. وقد حذّر القرآن الكريم من عواقب هذه التصرفات في الدنيا والآخرة، مؤكداً أن جزاء الظالمين شديد، وأن من يغش الآخرين لن يفلت من المحاسبة الإلهية. ومن هنا يظهر البعد الروحي للموضوع: التطفيف لا يضر فقط بالآخرين، بل يضر صاحبه نفسياً وروحياً، إذ يعيش في الخداع والريبة.
الأبعاد الإجتماعية والإقتصادية
التطفيف يؤدي إلى تفكّك النسيج الإجتماعي وزيادة الفجوة بين الناس. في المجتمعات التجارية، الغش في الموازين يؤدي إلى فقدان الثقة بين البائع والمشتري، مما يضعف الإقتصاد المحلي ويزيد من الإحتكار والفساد. كما أن انتشار هذه الظاهرة يشجع على الانتهازية واستغلال الضعفاء، وبالتالي تقويض العدالة الإجتماعية.
الوقاية والتوعية
لمكافحة التطفيف، لا بد من تعزيز الوعي الديني والأخلاقي، وتطبيق قوانين التجارة النزيهة، وتشجيع الصدق والشفافية في التعاملات. كما أن التربية على قيم الأمانة والعدل منذ الصغر تلعب دوراً مهماً في الحد من هذه الظاهرة، بما يُعزّز التكافل الإجتماعي والثقة بين أفراد المجتمع.