من هو يوشع بن نون؟

"يوشع بن نون" من أبرز الشخصيات الدينية والتاريخية في التراثين الإسلامي، إذ يُنظَر إليه باعتباره النبي الذي خلف موسى عليه السلام في قيادة بني إسرائيل، وقادهم بعد وفاته نحو تحقيق وعد الله بدخول الأرض المقدسة، وقد ورد ذكره في كتب التفسير والسير.

نسبه ونشأته

ينتمي "يوشع بن نون" إلى سبط أفرايم من أسباط بني إسرائيل الإثني عشر، وهو أحد تلامذة موسى عليه السلام المقرّبين. تشير المصادر الدينية إلى أنّه نشأ في كنف موسى وتربّى على يديه، فكان ملازِماًله في أسفاره، وشاهِداً على كثير من معجزاته. ويُروى أنه كان أحد الرجلين اللذين شجّعا بني إسرائيل على دخول الأرض المقدسة عندما ترددوا خوفاً من الجبابرة، فقالا كما ورد في القرآن الكريم: "ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (سورة المائدة: الآية 23).

دوره بعد وفاة موسى عليه السلام

بعد وفاة موسى، تولّى "يوشع بن نون" قيادة بني إسرائيل بأمر من الله، ليكمل مسيرة النبي في تحقيق وعد الأرض المقدسة. ووفق الروايات الإسلامية واليهودية، قاد يوشع بني إسرائيل في سلسلة من المعارك الناجحة، أبرزها فتح مدينة أريحا، التي سقطت بأسوارها العظيمة بإرادة الله، بعد أن طاف بها بنو إسرائيل سبعة أيام متتالية.

معجزة ثبات الشمس

من أشهر الأحداث المنسوبة إلى يوشع بن نون ما ورد في الحديث النبوي الصحيح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس لم تُحبس لبشر قط إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس" (رواه أحمد). وتُعدّ هذه الحادثة من المعجزات البارزة في حياته، إذ حبست الشمس حتى أتمّ يوشع فتح المدينة قبل غروبها.

مكانته في الإسلام

يُعدّ يوشع بن نون نبيّاً من أنبياء بني إسرائيل في التصور الإسلامي، وقد ورد ذكره ضمن قصص الأنبياء المكمّلين لمسيرة موسى عليه السلام. وتصفه كتب التفسير بأنه كان نموذجاً للقائد المؤمن، الشجاع، الصابر، الذي جمع بين الإيمان العميق والحكمة في إدارة شؤون قومه.