ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

موقف الإسلام من العنف

الأمس 13:44
موقف الإسلام من العنف
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

الإسلام دين يقوم على الرحمة والعدل وصيانة كرامة الإنسان، وقد جاء برسالة تهدف إلى تحقيق السلم الإجتماعي والأمن النفسي، بعيداً عن مظاهر العنف والإعتداء. ومن هنا، فإن النظر في النصوص المؤسسة للإسلام، قرآناً وسنة، يبين بجلاء أن العنف ليس من صميم رسالته، بل هو سلوك مرفوض إلا في حالات ضيقة ومقننة تتعلق بالضرورة والدفاع المشروع.

الأساس القيمي الرافض للعنف

يُقدّم القرآن الكريم تصوراً إنسانياً رفيعاً يُعلي من قيمة الحياة، حيث قال تعالى: "مَن قَتَلَ نَفساً بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَميعاً" (المائدة: 32). هذا النص يؤكد قدسية النفس البشرية، ويُدين كل أشكال القتل والإعتداء غير المشروع، باعتبارها انتهاكاً للكرامة الإنسانية.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم جسّد في سيرته مبدأ الرحمة والرفق، حيث قال: "إن الله رفيق يحبّ الرفق في الأمر كله"، مما يُرسّخ أن الأصل في التعامل الإنساني هو اللين ونبذ العنف.

الفرق بين العنف والدفاع المشروع

الإسلام لا يُقرّ العنف لأجل العنف، ولا يُبيح الإعتداء ابتداء، بل يُجيز استخدام القوة فقط في إطار الدفاع المشروع وحماية الحقوق. فجهاد الدفع في الإسلام ليس عدواناً، وإنما وسيلة لرد الظلم وحفظ كيان المجتمع من العدوان الخارجي أو الداخلي.

وفي هذا السياق يقول الله تعالى: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (البقرة: 190)، وهو نص يضع ضوابط واضحة تحول دون الإنزلاق نحو العنف المفتوح أو العدوان. 

الإسلام والسلم الاجتماعي

ركّزت التشريعات الإسلامية على بناء مجتمع يسوده الأمن، من خلال تشجيع الصلح والإصلاح بين الناس، وإدانة الفتن والتحريض على الكراهية. فالصلح خير، ودرء الفتنة مقدم على كثير من الإعتبارات، لأنه يحقق مقاصد عليا مثل حفظ النفس وحماية المجتمع من الانقسام والعنف.

واقع معاصر يحتاج إلى استلهام المبادئ

في ظل ما يشهده العالم اليوم من صراعات وتنامي مظاهر العنف الفردي والجماعي، تبرز الحاجة إلى استعادة التعاليم الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى السلم والحوار، وتحارب الغلو والتطرف. فالفكر الإسلامي الوسطي يؤكد أن التغيير والإصلاح لا يتحققان بالدمار والتخريب، بل عبر الحوار، التربية، والعدل الإجتماعي.



إقــــرأ المزيد