هذه وسائل الثّبات على دين الله

في زمن كثرت فيه الفتن وتزاحمت فيه المغريات، أصبح التمسك بدين الله تعالى والثّبات عليه تحديّاً حقيقياً، يتطلب وعياً وإرادة وصدقاً في التوجه إلى الله. لذا، كان من المهم الوقوف على الوسائل التي تُعين المسلم على الثبات على دينه، وتمنعه من الزلل أو الإنحراف.

الإخلاص لله تعالى

الإخلاص هو أصل كل عمل صالح، وبدونه لا يُقبل العمل، وهو الدافع الحقيقي للثبات، إذ إن من أخلص لله نيته ووجهته، ثبته الله عند الشدائد وألهمه الصبر والثبات، قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا" (النساء:66).

الدعاء واللُّجوء إلى الله

الدعاء من أقوى الأسلحة التي يمتلكها المؤمن في طريق الثبات، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من دعاء: "يا مُقَلِّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك". فالقلب بين أصبعين من أصابع الرحمن، وهو بحاجة دائمة إلى توجيه وتثبيت.

طلب العلم الشرعي

العلم يورث اليقين، واليقين أساس الثبات، فكلما ازداد العبد علماً بدينه، زاد ثباتاً ويقيناً وصبراً، إذ يدرك الحكمة من الإبتلاء، ويُميّز الحق من الباطل، ويثبت عند الفتن والشبهات.

صحبة الصالحين

الرفقة الصالحة لها أثر بالغ في تثبيت القلب على الطاعة، فالجليس الصالح يُعين على الذّكر، ويُحفّز على العبادة، ويذكر بالله عند الغفلة، وقد جاء في الحديث: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".

قراءة القرآن وتدبّره

القرآن كتاب هداية وتثبيت، قال تعالى: "كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ" (الفرقان:32). وفيه من القصص والعبر ما يعين المؤمن على التمسك بالحق، والثقة بنصر الله، والصبر على البلاء.

الصّبر على الطّاعات وترك المعاصي

الثّبات لا يتحقق إلا بالصّبر على أداء الفرائض، وترك الشهوات، ومجابهة الإبتلاأت، وقد وعد الله الصابرين بالعون والتوفيق: "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ" (النحل:127).

تَذكُّر الآخرة والجنّة والنّار

فحين يتذكر المسلم أن وراء هذه الحياة حساباً، وجنة عرضها السماوات والأرض، وأن في مخالفة أمر الله عذاباً شديداً، فإنه يتمسك بدينه ويتجنب المعاصي مهما عظُمت الفتن.