هل أكل لحم الإبل ينقض الوضوء؟

مسألة أكل لحم الإبل وما إذا كان ينقض الوضوء من المسائل التي تناولها العلماء بالبحث، واختلفت فيها آراء الفقهاء بين مثبت ونافٍ، اعتماداً على الأحاديث النبوية وفهمهم لها.

الأدلة الشرعية

ورد في صحيح مسلم حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل: "أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم. قيل: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت". كما في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال: "توضؤوا من لحوم الإبل ولا توضؤوا من لحوم الغنم". وهذه النصوص الصريحة اعتمد عليها جمهور من العلماء القائلين بأن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء.

آراء الفقهاء

الحنابلة: قالوا إن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء مطلقاً، سواء كان مشوياً أو مطبوخاً أو نيئاً، مستدلين بالأحاديث الصحيحة.

الشافعية والمالكية والحنفية: ذهبوا إلى أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء، ورأوا أن الأمر بالوضوء منه في الأحاديث يُحمل على الإستحباب أو على إزالة أثر الدسم والروائح، وليس على الوجوب.

الراجح عند كثير من المحققين

رجّح جمع من العلماء، منهم الإمام أحمد بن حنبل والشيخ ابن باز وابن عثيمين –رحمهم الله– القول بأن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء، لثبوت النصوص الصريحة وعدم وجود ما يعارضها.