هل السِّحر كَبيرة أم كُفر؟

يُعدّ السِّحر من الموضوعات الخطيرة التي تناولها القرآن الكريم والسنة النبوية بالتحذير والوعيد الشديد، نظراً لِما فيه من اعتداء على عقول الناس ودينهم وأموالهم وأعراضهم. وقد اختلف العلماء: هل السِّحر كُفرٌ أكبر مُخرج من الملة مطلقاً؟ أم هو كبيرة من الكبائر وقد يصل إلى الكفر بحسب نوعه وممارسته؟.

السِّحر وأنواعه

السِّحر هو عزائم ورقى وعُقَد يُحدث بها الساحر تأثيراً في القلوب أو الأبدان، إمّا بالتخييل والخداع، وإمّا بالإستعانة بالشياطين. وقسَّم العلماء السحر إلى نوعين رئيسيين:

سِحر الإستعانة بالشياطين والجن: كالتقرب إليهم بالذبح لهم أو الإستغاثة بهم أو السجود لهم، وهذا كفرٌ أكبر بإجماع العلماء، لأنه يتضمن صرف العبادة لغير الله، والله تعالى قال: "وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ" (البقرة: 102).

سِحر الخداع والتخييل والأدوية والعقاقير: سحر الأوهام أو ما يُسمى "خِفَّة اليد" أو بعض التلاعبات، وهذا كبيرة عظيمة من الكبائر، لما فيه من الإضرار بالناس وترويعهم وأكل أموالهم بالباطل، لكنه لا يصل إلى الكفر إلا إذا اقترن باعتقادٍ شركي أو استعانة بالشياطين.

 أقوال العلماء

الإجماع: على أن من استحلَّ السحر أو زعم أنه حلال أو مارس ما يتضمن عبادة للشياطين فهو كافر كفراً أكبر.

"ابن تيمية" قال: "السحر الذي يتضمن الشرك كعبادة الكواكب أو الشياطين كفر، وأما ما كان من جنس التخييل أو الأدوية فهو محرم من الكبائر".

"القرطبي"، ذكر أن تعلم السحر إن كان ليتقي به الساحر سحر غيره أو ليُبطل به سحراً جاز في أضيق الحدود، وإلا فهو حرام، وما كان منه بشرك فهو كفر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات…" قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر…" (رواه البخاري ومسلم).