-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
-
14:18
تابعونا على فيسبوك
هل نحن نعيش في ماضي الله؟
يُعدّ موضوع الزمن وعلاقته بالله من الموضوعات العميقة في الفكر الإسلامي، حيث يسعى العقل البشري إلى فهم طبيعة الله وعلاقته بما يمرّ في الكون. أحد التساؤلات الجوهرية في هذا السياق هي: هل نحن نعيش في ماضي الله؟ بمعنى آخر، هل الزمن الذي نعيشه هو جزء من علم الله السابق أم أن الله حاضر في كل لحظة؟.
مفهوم علم الله في الإسلام
الإسلام يرى أن الله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء، علمه محيط بكل الأزمنة والأمكنة. يقول الله في القرآن الكريم: "وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"، أي أن كل أحداث الكون مسجّلة عنده، ولا يغيب عنه شيء. وعلم الله لا يخضع للزمن كما يخضع البشر، فهو علم مطلق يتجاوز الماضي والحاضر والمستقبل.
الزمن البشري والزمن الإلهي
الإنسان يعيش في الزمن الخطّي، أي يتطور من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل. هذا يعني أن ما نعيشه الآن هو حاضرنا، وما سبقنا هو ماضينا، وما سيأتي هو مستقبلنا. لكن الله ليس مقيدًا بالزمن؛ فهو موجود في كل لحظة من لحظات الوجود، وعلمه شامل لكل الأزمنة. لذلك، القول بأننا نعيش في "ماضي الله" قد يكون مبسّطاً أو خاطئاً، لأن مفهوم الماضي والآن والمستقبل يخصّ الوجود المادي، بينما الله متعالٍ على الزمان.
أدلة من القرآن والسنة
قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". هذا يدل على أن علم الله مطلق ويشمل كل الأزمنة، فلا شيء يحدث إلا وهو عند الله معلوم مسبقاً.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "كتب اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء"، مما يعني أن كل أحداث البشر موجودة في علم الله منذ الأزل، لكنها لا تتعلق بالزمن نفسه كما يفهمه الإنسان.