-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
"وكلّم الله موسى تكليما".. فبأي لغة؟
قصة تكليم الله لنبيه موسى عليه السلام من أعظم القصص الواردة في القرآن الكريم، حيث خصّ الله موسى بصفة "كليم الله"، كما قال تعالى: "وكلّم الله موسى تكليماً" (النساء: 164). لكن يبقى السؤال الذي شغل المؤرخين وعلماء الدين: بأي لغة جرى هذا الكلام الإلهي؟.
المعنى الشرعي لتكليم الله
من منظور العقيدة الإسلامية، كلام الله سبحانه وتعالى صفة أزلية قائمة بذاته، ليس ككلام البشر، ولا يحتاج إلى حروف أو أصوات مخلوقة حتى يبلّغ أنبياءه. فالكلام الإلهي لموسى كان على نحو يليق بجلال الله، أدركه موسى عليه السلام إدراكاً حقيقياً دون وساطة بشر أو ملَك.
اللغة في السياق التاريخي
موسى عليه السلام وُلد في أرض مصر وعاش بين قومه من بني إسرائيل، الذين كانت لغتهم في ذلك الزمن إحدى اللغات السامية القديمة، ويُرجّح كثير من الباحثين أنها كانت العبرية القديمة أو إحدى لهجاتها القريبة من الكنعانية. وفي الوقت نفسه، كان موسى يجيد اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية أو الديموطيقية) بحكم نشأته في قصر فرعون.
آراء العلماء في لغة التكليم
الرأي الأول: يرى بعض المفسرين أن الله كلّم موسى بلغته التي كان يتحدث بها مع قومه (العبرية القديمة)، لأن الغاية كانت الفهم المباشر بلا وسيط.
الرأي الثاني: يقول آخرون إن كلام الله ليس مقيّداً بلغة بشرية، بل ألقى الله المعنى في نفس موسى، وفهمه بلسان فطرته، سواء بالعبرية أو غيرها، لأن القدرة الإلهية تتجاوز حدود اللغات.
الرأي الثالث: بعض الفلاسفة المسلمين، مثل الفخر الرازي، أشاروا إلى أن كلام الله قائم بذاته، وما وصل إلى موسى كان خلقاً لصوت أو معنى خاص به، يفهمه موسى بلا ترجمة ولا ألفاظ مألوفة.
الفرق بين لغة الكلام ولغة التبليغ
حتى لو كان تكليم الله لموسى بلغة غير بشرية، فإن موسى عندما نقل الوحي لشعبه استخدم لغتهم الأرضية (العبرية) ليفهموا الرسالة. هذا يشبه ما وقع مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان القرآن كلام الله الأزلي، لكنه نزل بلسان عربي مبين حتى يفهمه قومه.