-
11:14
-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
تابعونا على فيسبوك
حكم الإنتحار في الإسلام
يُعدّ حفظ النفس من أبرز المقاصد الكُلّية التي جاء الإسلام لحمايتها، وهو مقصد متقدّم في الشريعة لما تمثله الحياة من قيمة عظيمة مَنَحها الله للإنسان. ومن هذا المنطلق كان الإنتحار - أي إزهاق الإنسان لنفسه عمداً - من أعظم الذنوب وأشدّها خطراً.
التعريف الشرعي للإنتحار
الإنتحار هو أن يُقدم الإنسان على قتل نفسه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، طلباً للخلاص من ضيق أو يأس أو ألم. وقد أجمع العلماء على أنه فعل محرّم، يناقض الصبر والتوكل والإيمان بقدر الله، قال عز وجل: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً". وقال رسول الله ء صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".
فلسفة التحريم في الإسلام
لم يأتِ التحريم لمجرد التشديد، بل لإعتبارات إنسانية وروحية عميقة، منها:
الحياة أمانة: الإنسان لا يملك نفسه ملكاً مطلقاً، بل حياته وموته بيد الله.
الإبتلاء جزء من طبيعة الدنيا: والفرج متصل دوماً بالصبر.
سد باب اليأس: إذ يدفع الإسلام إلى الرجاء وعدم الإستسلام للضغوط.
الإنتحار والبعد النفسي
يرى العلماء والمعاصرون من الفقهاء أن من يُقدم على الإنتحار قد يكون تحت ضغط نفسي شديد، وقد يصل أحياناً لمرحلة "غياب الإدراك" أو "الإضطراب العقلي"، الأمر الذي يُخفف عنه الحكم في الآخرة، لأن الله لا يحاسب إلا على ما يقوم على الإرادة والإختيار.