ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
Advertising

كيف يكون جهاد النفس في الإسلام؟

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 08:29
كيف يكون جهاد النفس في الإسلام؟
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

يُعدّ جهاد النفس من أعظم صور الجهاد في الإسلام، بل هو الأساس الذي يقوم عليه صلاح الفرد والمجتمع. فهو المعركة الداخلية التي يخوضها المسلم يومياً لتقويم ذاته، وردّها إلى منهج الله تعالى، وتزكيتها من الأهواء والشهوات التي تُبعدها عن الطاعة والاستقامة.

مفهوم جهاد النفس

جهاد النفس هو مجاهدة الإنسان لذاته من أجل طاعة الله، وكبح جماح رغباته التي تدعوه إلى المعصية أو التقصير في الطاعة، وقد أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله". فالجهاد هنا لا يكون بالسلاح أو القتال، بل بالصبر والمثابرة على طاعة الله، ومخالفة الهوى، وإصلاح القلب والسلوك.

مراتب جهاد النفس

قسّم العلماء جهاد النفس إلى مراتب متكاملة، كلٌّ منها يكمّل الآخر:

مجاهدة النفس على تعلّم الحق، بمعنى أن يحرص المسلم على طلب العلم الذي يهديه إلى الصواب.

مجاهدة النفس على العمل بالعلم، فلا يكتفي بالمعرفة النظرية، بل يترجمها إلى سلوك عملي.

مجاهدة النفس على الدعوة إلى الحق، إذ إن من عرف الخير ينبغي أن يدعو إليه.

مجاهدة النفس على الصبر على الأذى في سبيل الدعوة والعمل الصالح، وهي أعلى المراتب.

وسائل جهاد النفس

لكي يحقق المسلم جهاد النفس الحقيقي، عليه أن يسلك عدداً من الوسائل التربوية والروحية، منها:

الإستعانة بالله والدعاء، فالتوفيق في تزكية النفس لا يكون إلا بعون الله تعالى.

المحاسبة الدائمة للنفس، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا".

الإبتعاد عن مواطن الفتن والمعاصي، وحراسة الجوارح من الوقوع فيما يغضب الله.

المداومة على ذكر الله وقراءة القرآن، لأنهما ينعشان القلب ويثبتان الإيمان.

مرافقة الصالحين، فهم عونٌ على الطاعة ووقاية من الإنحراف.

ثمرات جهاد النفس

جهاد النفس لا يثمر إلا خيراً؛ فهو يربّي الإنسان على الإخلاص والتقوى، ويمنحه سكينة القلب وطمأنينة الروح، ويجعله قادراً على مقاومة الشهوات والضغوط. كما أنه يمهّد للنصر في ميادين الجهاد الأخرى، لأن من غلب نفسه كان أقدر على نصرة دينه ومجتمعه.

جهاد النفس في ضوء القرآن والسنة

وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد على هذا المعنى، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" (العنكبوت: 69). وهذا وعد من الله بهداية كل من يجاهد نفسه في سبيل الحق.

وفي السنة النبوية، قال صلى الله عليه وسلم: "الكَيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ" (رواه الترمذي).



إقــــرأ المزيد