-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
تابعونا على فيسبوك
هل انتهى زمن المعجزات؟
المعجزات في الإسلام تُعرَّف على أنها آيات خارقة تتجاوز قدرات البشر العادية، يُظهرها الله سبحانه وتعالى بواسطة أنبيائه لتأييد رسالتهم وإثبات صدق دعواهم. وتتميز المعجزات بأنها لا تنكر قوانين الله الطبيعية، بل هي استثناءات محددة تحدث بإرادة الله عز وجل لتكون دليلاً واضحاً على صدق النبي ورسالة السماء.
طبيعة المعجزات في الإسلام
الإسلام يرى المعجزة كوسيلة لدعم الدعوة، وليست غاية بحد ذاتها. فقد جاءت المعجزات بأنواع مختلفة:
المعجزات القرآنية: حيث يُعتبر القرآن العظيم المعجزة الخالدة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة تتحدى البشر في البلاغة، البيان، والعمق العلمي والروحي.
المعجزات العملية: مثل انشقاق البحر لموسى عليه السلام، ونور السراج الذي ظهر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرها من الأحداث الخارقة التي شهدها الناس مباشرة.
انتهاء زمن المعجزات أم استمراره؟
يتباين علماء الإسلام في هذا الشأن بين قولين رئيسيين:
القول بانتهاء زمن المعجزات
يرى بعض العلماء أن زمن المعجزات كان مقتصراً على الأنبياء لتثبيت الرسالات السماوية في زمنها، وأن معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم تتمثل اليوم في القرآن الكريم، لأن الرسالة وصلت إلى الكمال، ولم يعد هناك حاجة لإظهار معجزات خارقة بنفس الطريقة.
القول باستمرار المعجزات
بينما يرى آخرون أن المعجزات لم تنتهِ بالضرورة، لكن شكلها تغير. فقد تستمر المعجزات في صور روحانية أو اجتماعية أو علمية تدل على قدرة الله، مثل شفاء المرضى بأمر الله أو وقوع أحداث غير متوقعة تُعتبر آيات على قدرة الخالق، لكنها لا تُعد بمعنى المعجزة الكلاسيكية التي ظهرت مع الأنبياء.
منظور القرآن والسنة
القرآن الكريم يؤكد أن المعجزات كانت وسيلة لتقوية الإيمان وليس هدفاً بذاته. قال الله عز وجل: "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" (الأنبياء: 25). وهذا يعني أن المعجزات كانت داعمة للرسالة وليست غاية، وبالتالي فإن استمرارية الإيمان لا تعتمد على ظهور المعجزات، بل على الإيمان بالله والعمل الصالح.
المعجزات في زمننا الحالي
الإسلام لا يمنع أن تظهر آيات الله في حياتنا اليومية، لكنها غالباً تكون باطنية أو معبرة عن حكمة الله، مثل الإنتصارات على الصعاب أو الإعجاز العلمي في خلق الكون، حيث يظل كل شيء تحت إرادة الله ومشيئته، دون التناقض مع النظام الطبيعي الذي خلقه.