الحكمة من حلق شعر المولود

يُعدّ حلق شعر المولود من السنن المستحبة في الشريعة الإسلامية، ويُعرف بـ"القصّ" أو "الحلق"، وهو ممارسة لها جذور دينية وثقافية عميقة، تحمل بين طياتها العديد من الحكم والدلالات التي تعود بالنفع على الطفل والأسرة.

الأصل الديني

ورد في السنة النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحلق شعر المولود يوم السابع من ولادته، ويُوزن شعره بالفضة أو الذهب ويُعطى للفقراء، وهذا ما يعرف بـ"صدقة القَصّة". وقد جاء ذلك في أحاديث عدة تؤكد أن حلق شعر المولود سنة مؤكدة تعمّ بركتها على الطفل والأسرة.

الحكمة الصحية

من الحكم الصحية لحلق شعر المولود:

نمو شعر صحي: يُعتقد أن حلق الشعر في الأيام الأولى يُساعد على نمو شعر أكثر كثافة وقوة، إذ يزيل الشعر الخفيف والناعم الذي قد يكون ضعيفاً.

نظافة الطفل: يساعد الحلق على تقليل تراكم الأتربة والزيوت في فروة الرأس، مما يقلل من احتمالية التهيج أو ظهور القشرة.

تعزيز المناعة: في بعض الثقافات، يُنظر إلى هذه العادة على أنها طريقة لتقليل الشوائب أو السموم المتراكمة في الجسم منذ الولادة.

الحكمة الإجتماعية والرمزية

حلق شعر المولود له دلالات اجتماعية وروحية، منها:

إعلان الفرح بالمولود: غالباً ما يُصاحب الحلق احتفال عائلي صغير، يعبّر عن سرور الأسرة بالمولود الجديد.

تقوية الروابط الأسرية: يشارك الأقارب والجيران في هذه المناسبة، ما يعزز روابط المجتمع والأسرة.

الزكاة والصدقة: وزن الشعر بالفضة وتوزيع قيمته على الفقراء يُعلم الطفل منذ صغره قيمة العطاء والإحسان.

الحكمة النفسية

تُعطي هذه السنة شعوراً بالإنتماء والطمأنينة للأهل، إذ يشعرون أنهم يوفون حق المولود ويبدؤون حياته بطريقة مباركة وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم. كما أنها تُكسب الطفل منذ البداية شعوراً بالإهتمام والرعاية.