-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
-
14:18
تابعونا على فيسبوك
الفرق بين الإسلام والإيمان
غالباً ما يُستخدم مصطلحا الإسلام والإيمان بالتبادل في الحديث اليومي، لكنهما في الواقع مفهومان مختلفان في الشريعة الإسلامية، لكل منهما معنى خاص ومرتبة روحية مميزة. وقد وردت هذه المفاهيم بشكل واضح في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، مما يوضح الفارق بين الطاعة الظاهرة والقناعة الباطنة.
تعريف الإسلام
الإسلام هو الإطاعة الظاهرة لأوامر الله واجتناب نواهيه، ويظهر في الأفعال والسلوكيات العملية التي يقوم بها الإنسان. ويقصد به أيضاً الدخول في الدين القويم باعتراف المرء بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ويشمل الإسلام الأركان الخمسة المعروفة:
الشهادة: أن يشهد الإنسان أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الصلاة: أداء الفرائض اليومية الخمس.
الزكاة: إخراج جزء محدد من المال للفقراء والمحتاجين.
الصوم: صيام شهر رمضان.
الحج: لمن استطاع إليه سبيلاً، زيارة بيت الله الحرام.
بهذا، يُعدّ الإسلام الجانب الظاهر للدين، ويقاس بالالتزام الشرعي والسلوكيات العملية.
تعريف الإيمان
الإيمان هو الإعتقاد الباطني واليقين القلبي بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره". وبالتالي، الإيمان يمثل الجانب الداخلي والقلبي للدين، ويعبّر عن القناعة واليقين الذي يتولد في قلب المؤمن، ويترجم إلى أخلاق وصفات حميدة مثل الصبر، والصدق، والتقوى، والورع.
العلاقة بين الإسلام والإيمان
الإسلام والإيمان مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، ولكن هناك فروق جوهرية:
الإسلام هو الشكل الظاهر، أي ما يُرى من طاعات وعبادات وسلوكيات.
الإيمان هو الجوهر الباطني، أي ما يعتمل في القلب من اعتقاد ويقين وثقة بالله.
ولذلك، يمكن للمرء أن يكون مسلماً ظاهرياً (ملتزماً بالفرائض فقط) دون أن يكون مؤمناً كاملاً بالقلب، بينما المؤمن الحقيقي هو من يجمع بين الإسلام الظاهر والإيمان الباطني. وقد ربط القرآن بينهما في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ" (البينة: 7).
أثر كل منهما في حياة الإنسان
الإسلام الظاهر يحقق النظام الإجتماعي والإلتزام بالقوانين الدينية، ويجعل المسلم عضواً فعالاً في مجتمعه.
الإيمان الباطني يمنح الإنسان السكينة والطمأنينة، ويجعله يتحمل المصاعب بصبر ويقوده إلى السلوك القويم والأخلاق الفاضلة.