-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
تابعونا على فيسبوك
حكم التنابز بالألقاب في الإسلام
الإسلام دين قائم على مكارم الأخلاق ويدعو إلى الكلمة الطيبة وحسن المعاملة بين الناس. ومن القيم التي شدّد عليها الإسلام حفظ كرامة الإنسان وصيانة لسانه عن الأذى. ومن أبرز المظاهر التي تمسّ الكرامة الإنسانية التنابز بالألقاب، وهو من السلوكيات التي نهى عنها القرآن الكريم صراحة.
تعريف التنابز بالألقاب
التنابز بالألقاب هو أن يعيّر الإنسان غيره بلقبٍ يكرهه أو يصفه بصفةٍ تسيء إليه، سواء أكان اللقب مشتقاً من صفاته الجسدية أو الإجتماعية أو غير ذلك. وقد يدخل في هذا الباب إطلاق الأسماء الساخرة أو التهكمية التي تُشعر بالإحتقار أو الإنتقاص من قدر الآخرين.
النهي القرآني عن التنابز بالألقاب
قال الله تعالى في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ (سورة الحجرات، الآية 11). هذه الآية الكريمة تُظهر بوضوح أن التنابز بالألقاب محرَّم، لأنه يتعارض مع مقتضى الإيمان الذي يدعو إلى الإحترام المتبادل، ويغرس في النفوس روح الأخوة والمحبة. وقد ختم الله الآية بالتحذير من العودة إلى ما يناقض صفات المؤمنين، فقال: "بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان"، أي بئس أن يُعرف المؤمن بصفة الفسق بعد أن شرفه الله بالإيمان.
الحكمة من تحريم التنابز بالألقاب
يحمل هذا النهي حكماً اجتماعية وأخلاقية عظيمة، منها:
صيانة الكرامة الإنسانية: فالإسلام جعل احترام الإنسان أصلاً من أصول التعامل، ولا يجوز المساس به بالسخرية أو الألقاب الجارحة.
حماية المجتمع من التباغض: فالكلمة السيئة قد تزرع الحقد وتثير العداوة بين الأفراد، بينما الكلمة الطيبة توحّد الصفوف وتُؤلّف القلوب.
تهذيب اللسان وضبط النفس: فالمؤمن الحقّ لا يتلفّظ إلا بما يرضي الله، ويحرص على أن يكون كلامه بناء لا هادماً.
الفرق بين اللقب المحمود والمذموم
ليس كل لقبٍ محرماً في ذاته، فاللقب إن كان محبباً لصاحبه أو يدل على صفةٍ كريمة، فلا حرج في استعماله، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصديق" لأبي بكر، و"الفاروق" لعمر رضي الله عنهما. أما إذا كان اللقب يُؤذي أو يُعيّر صاحبه، فهنا يقع الإثم والتحريم.