ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
Advertising

خطبة الجمعة تؤكد وجوب شكر الله على نعمه

الجمعة 07 نونبر 2025 - 08:45
خطبة الجمعة تؤكد وجوب شكر الله على نعمه
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

عمّمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على أئمة المساجد بالمملكة نص خطبة موحدة ليوم الجمعة 07 نونبر 2025، وقد اختار المجلس العلمي الأعلى موضوعها هذا الأسبوع بعنوان: "وجوب الشكر على تمام النعمة".

وجاء في نص الخطبة، يقول الله تعالى في محكم الآيات: "وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ"؛ ففي هذه الآية المباركة توجيه رباني للتذكير بـ"أيام الله"؛ و(أيام الله تعالى) هي: مواطن نعمه وفتحه المبين، وتأييده المتين لعباده الصالحين، وختمت الآية بمدح الصابرين المتحملين للمشاق والمتاعب في البدايات، والشاكرين لله الغانمين ثمار جهودهم في النهايات.

وأضافت الخطبة، بما أن العبرة في "أَييَّٰمِ اِ۬للَّهِ" بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فإن أيام الله تعالى علينا ء معاشر المغاربة ء تتوالى، وأعلام النصر والفتح في أجواء السماء تتعالى؛ كيف لا؟ ونحن نعيش في هذه الأيام "ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة"، التي يحتفي بها المغاربة في السادس من نونبر كل سنة؛ ذكرى الوحدة والإيمان، والعزم والإحسان؛ وقد شاء الله تعالى أن تتزامن هذه السنة مع مسك ختامها، وثمرة جهود المخلصين لما يزيد عن نصف قرن من الزمان؛ من التضحيات في الميادين والمحافل الدولية المختلفة.

ولذا فمما ينبغي التنويه والإشادة به في هذا المقام، ما أثمرته التضحيات الكبيرة؛ بفضل السياسة الحكيمة والتوجيهات السديدة لمولانا أمير المؤمنين؛ جلالة الملك محمد السادس، وتدبيرِه الدؤوب لملف الصحراء المغربية، وما تُوجت به هذه الجهود المباركة من الاعتراف الدولي الباهر، الذي يعد بحق نصرة للحق وأهله. فما بعد الواحد والثلاثين من أكتوبر ليس كما قبله؛ بل هو مرحلة جديدة في إطار عمل جديد، ورحم الله مولانا محمدا الخامس؛ إذ ذكر عند المطالبة بالإستقلال المثل العربي المشهور: "مَا ضَاعَ حَقٌّ وَرَاءَهُ طَالِبٌ"، طال الزمان أم قصر.

وبعد هذا الصبر والعمل الدبلوماسي، يحثنا الدين على شكر الله تعالى على النعم، قول الله تعالى: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ". وشكر النعمة يكون بالقلب؛ وهو دوام الإتصال بالله تعالى والإعترافِ له بالفضل والمنّة، ويكون باللسان؛ من باب التحدث بالنعمة وتثمينها، والاعتراف بالفضل لمن أجراها الله تعالى على يديه؛ لقول الله جل شأنه: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ". 

وتابعت الخطبة، أن الشكر يكون بالعمل؛ وهو البرهان الصادق والدليل القاطع على أن العبد شاكر لله تعالى؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً". والمراد بالعمل في هذا المقام، التحول من التدبير إلى التغيير، وترسيخ الحق المؤكد في أقاليمنا الجنوبية، وتعميم الفرحة بربوع المملكة، ببزوغ فجر طال انتظاره.



إقــــرأ المزيد